قالت صحيفة الوطن السعودية اليوم الخميس (7|8) إنه عند كل منعطف، تكون المملكة إلى جانب لبنان الوطن والشعب، وليس جديدا، أن تمنح المملكة هذا البلد مليار دولار، لدعم القوات المسلحة اللبنانية التي تواجه بشكل مباشر امتدادات الحرب السورية، بعد أن ساءت الأوضاع إثر وجود الجماعات الجهادية المتطرفة في بلدة عرسال الحدودية، وافتعالهم مواجهات مع الجيش اللبناني.
وأضافت الصحيفة إن هذه الجماعات يبدو أنها محركة بفعل خفي، وأن وراءها أنظمة تحرك المقاتلين المتطرفين على جانبي الخريطة السورية، بغرض تتمدّد الرقعة القتالية، ويتحول الصراع إلى صراعات جزئية، تفتت أجزاء المواجهة، ليبقى النظام السوري، وهو ما لم يعد خفيا على ممتلكي المعلومات من السياسيين والمحللين.
وأشارت إلى أن ما يؤيد ذلك امتناع "حزب الله" عن المشاركة في الدفاع عن "عرسال" اللبنانية، بينما يشارك في القتال داخل سورية، وهذا الامتناع يخرج "ما وراء الأكمة".
وذكرت الصحيفة إن رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري، قالها صريحة، في المؤتمر الصحفي الذي عقده قبيل فجر أمس الأربعاء في جدة، عندما أكد أن مهاجمي بلدة عرسال، ينتمون إلى داعش؛ بمعنى أن الهجوم إرهابي من حيث وصف المهاجمين، واستخباراتي من حيث الدعم الخفي، والمحرك الأساسي لهذه التنظيمات المقاتلة.
 وأفادت بأنه كان ولا بد للمملكة من أن تكون عند الموعد، وهي التي أخذت على عاتقها محاربة الإرهاب وأهله، سواء أكانوا على أراضيها، أم في أي مكان من العالم، وذلك مبدأ ثابت.
وقالت الصحيفة إن "معظم المحللين السياسيين اتفقوا، منذ اندلاع الثورية السورية، على أن لبنان لن تسلم من آثار الأوضاع السورية؛ ذلك أن هذا البلد يعاني من اختراقات مزمنة، أخطرها الاختراق السوري الإيراني المزدوج، والماثل في "حزب الله"، بكل المعاني السلبية لوجوده وتمدده وحضوره في الساحة السياسية بوصفه عميلا، وليس تنظيما وطنياً".
ونوهت الصحيفة بأنه إذا كانت لبنان قد استطاعت بأي شكل وبوصفها بلدا مؤسسا على الاثنيات والطوائف، أن تحتوي "حزب الله" إلى حد ما، فإنها لن تكون قادرة على احتواء "طفح" الأزمة السورية؛ وذلك وفقاً للصحيفة لما تتسم به التركيبة الفكرية، والتوجهات السياسية للتنظيمات المقاتلة في سورية، من تعقيد، ولأن هذه التنظيمات باتت أدوات في أيدي قوى إقليمية، وربما دولية، لها أهداف بعيدة، جماعها أنها لا تصب في مصلحة بلدان المنطقة، ولأن المتربصين بلبنان منذ مطلع الثمانينات قد يجدون في هذه المرحلة المضطربة فرصة سانحة لتحقيق أهدافهم.