استشهد ستة فلسطينيين الليلة الماضية جراء غارة جوية إسرائيلية على مخيم جنين شمالي الضفة الغربية، بينما أفادت مصادر إعلامية بإصابة جنود إسرائيليين في تفجير شمالي الضفة الغربية.

ودعت القوى الوطنية في جنين إلى إضراب شامل اليوم الأربعاء حدادا على أرواح الشهداء الستة.

كما أعلنت الحركة الطلابية في جامعة بيرزيت الإضراب الشامل اليوم حدادا على روح الطالب أمير أبو الهيجاء والشهداء الخمسة الآخرين.

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية أكدت استشهاد 6 بينهم 3 شبان أشقاء وطفل وإصابة آخرين جراء القصف الذي نفذته طائرات الاحتلال على مخيم جنين الليلة الماضية.

وذكرت الوزارة أن الشهداء هم الطفل محمود غربية (15 عاما)، ومؤمن أبو الهيجاء (28 عاما)، وأمير أبو الهيجاء (27 عاما)، وبهاء أبو الهيجاء (33 عاما)، وحسام قنوح (34 عاما)، وإبراهيم قنيري (23 عاما).

ونقلت الجزيرة عن مصادر محلية قولها إن مجموعة من الشبان كانوا جالسين عند مدخل المخيم الغربي في شارع السكة عندما باغتهم صاروخ إسرائيلي.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن في بيان أن طائرة حربية تابعة لسلاح الجو أغارت على مخيم جنين خلال عملية مشتركة للجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك).

وقال خالد أبو الهيجا عم الشهداء الأشقاء الثلاثة إن الاحتلال يستهدف المدنيين الأبرياء ولا يفرق بين جنين وغزة.

وقف استهداف المقاومة

وفي مقابلة مع الجزيرة، طالب حسن خريشة نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني السلطة الفلسطينية بالانسحاب فورا من مخيم جنين ووقف استهداف المقاومة.

وقال خريشة إنه كانت ثمة موافقة من كتيبة جنين على ورقة الوفاق، وإنها كانت تنتظر رد السلطة.

في المقابل، قال بيان صادر عن الناطق الرسمي باسم قوى الأمن الفلسطينية أنور رجب إن القصف الإسرائيلي يأتي لخلط الأوراق وإفشال كل الجهود التي تُبذل في سبيل حفظ الأمن والنظام وعودة الحياة إلى طبيعتها، كما يعكس نية الاحتلال المبيتة لتعطيل كل مسعى وطني يسهم في حماية الشعب الفلسطيني.

وأكد البيان أن القصف أتى في ظل ما وصفه بالتقدم الذي تحرزه المؤسسة الأمنية لفرض الأمن والنظام وبسط سيادة القانون وفي ظل المرونة التي أبدتها المؤسسة الأمنية مع المبادرة التي أطلقها المجتمع المحلي في مدينة جنين لمعالجة الأوضاع الراهنة حسب نص البيان.

من جانبه، قال قيادي في كتيبة جنين للجزيرة إن الاستهداف الإسرائيلي تم في ظل حصار متواصل من السلطة للمخيم، مطالبا السلطة بأن تنسحب فورا من محيط المخيم وأن تخلي بين المقاومين وبين الاحتلال.

يذكر أن الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية تشن منذ أسابيع حملة على مقاومين في مخيم جنين بحجة وضع حد للانفلات الأمني وتجنيب المنطقة ما تتعرض له غزة. وقد تجددت الاشتباكات المسلحة أمس الثلاثاء بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية ومقاومين في مخيم جنين.

ودعا ممثلون للمجتمع المدني في جنين القيادة الفلسطينية إلى إعادة النظر في الآليات المعتمدة حاليا في التعامل مع أوضاع جنين بهدف إعادة الاستقرار إلى المخيم الذي غادره ما يزيد على ثلثي سكانه وتعطلت أشكال الحياة فيه.

وعقب عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023، تصاعدت الاعتداءات الإسرائيلية في الضفة مما أسفر عن استشهاد أكثر من 800 فلسطيني وإصابة واعتقال آلاف آخرين.