أحدث الأخبار
  • 11:51 . السعودية تطالب قوات تدعمها أبوظبي بالخروج من حضرموت بعد السيطرة عليها... المزيد
  • 01:26 . "التوطين": أكثر من 12 ألف بلاغ عمالي سري خلال تسعة أشهر... المزيد
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد
  • 06:39 . معركة النفوذ في حضرموت.. سباق محتدم بين أبوظبي والرياض... المزيد
  • 06:22 . روائية أمريكية بارزة تقاطع "مهرجان طيران الإمارات للآداب" بسبب الحرب في السودان... المزيد
  • 05:07 . جيش الاحتلال يعلن مقتل زعيم المليشيات في غزة "ياسر أبو شباب" على يد مجهولين... المزيد
  • 11:35 . "المعاشات" تصفّر 8 خدمات رئيسية ضمن مبادرة تقليل البيروقراطية الحكومية... المزيد
  • 11:31 . "الأبيض" يخسر أمام الأردن 1–2 في افتتاح مشواره بكأس العرب... المزيد
  • 11:30 . سلطنة عُمان تنجح في إعادة طاقم سفينة "إتيرنيتي سي" من اليمن... المزيد

صناعة السلام

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 04-08-2017


الكل يعرف أن المسجد الأقصى والقدس الشريف قضية مركزية وجوهرية لدى أكثر من مليار مسلم، وأنه قضية عقائدية في صلب العقيدة الإسلامية، لكن الصهيونية ترى أنه حان الوقت لإنهاء القضية الفلسطينية، لاسيما وأن الأمة العربية في وقتها الحالي منشغلة بأزماتها السياسية ومشاكلها الداخلية عن القضية، لذلك تحاول إسرائيل حالياً استغلال هذا الأمر لتمهيد الأرض بغية تمرير مخططها في القدس وصولا إلى تهويدها بهدف السيطرة الكاملة وبناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى. وهي تشجع المستوطنين على اقتحام المسجد الأقصى بشكل متكرر ولفرض واقع جديد، عبر ما أُطلق عليه التقسيم الزماني والمكاني لتهويد الأرض المقدسة وفرض وقائع صلبة على الأرض، حتى ولو تعارض ذلك مع القانون الدولي وأدى إلى إشعال حرائق سياسية في المنطقة.

إسرائيل سياستها واضحة وصريحة، وأهم من ذلك أنها ثابتة وليست مرنة ولا ناعمة، كما يظن البعض، وهي متصلبة على الهدف الذي تريد الوصول إليه مهما تغير القادة وأياً كان الحزب الحاكم في تل أبيب. فهم في حالة الحرب يشكلون حكومة ائتلافية، رغم خلافاتهم المعروفة، لأن ما يعملون من أجله هو إسرائيل.

وإلى ذلك فإن منطق القوة والحيلة والعقلية التآمرية.. هو ما يحكم إسرائيل، وأحدث مثال على ذلك فعلة حارس الأمن الإسرائيلي في السفارة الإسرائيلية بالأردن، عندما قتل بدم بارد مواطنين أردنييْن واستقبله رئيس الوزراء الإسرائيلي في تل أبيب على أنه بطل «إسرائيل الجديد» الذي يقتل دون تمييز. فبطل إسرائيل الجديد، كما يقول الكاتب الإسرائيلي «جدعون ليفي»، في مقاله «بطل إسرائيل الحقيقي» (هآرتس 27-7-2017)، يتعلم اللاإنسانية، ويتعلم كيف يطلق النار على العربي من أجل قتله، ويتعلم أن قتل العربي هو أمر جيد بل بطولة بغض النظر عن السبب.

إن مسلسل التهويد وإفراغ الأرض الفلسطينية من السكان تمهيداً لابتلاعها لن يتوقفا مهما كانت قوة الضغوط الأميركية، إذا لم تكن للعرب قوة حقيقية ورؤية واضحة وخطوات حاسمة. فإسرائيل لا تريد السلام، وتاريخ العلاقة الأميركية الإسرائيلية يؤكد أن الضغط الأميركي على إسرائيل لم يكن له تأثير على تل أبيب بل كانت الأخيرة هي من يضغط على واشنطن ويوجه سياستها بما في ذلك استخدام «الفيتو» ضد القرارات الدولية التي تدين الجرائم الإسرائيلية، ولم تفتأ واشنطن تذكر في كل مناسبة أنها ملتزمة بأمن إسرائيل وبحمايتها.

ولعل الكاتب الإسرائيلي «عوديد بوريز» كان واضحاً في مقاله «لا يمكننا حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني» (معاريف 31-7-2017)، عندما قال: «حان الوقت لإعادة التفكير في كل المشكلة، فعلى مدى 45 سنة الأولى لإسرائيل سجل نجاح لسياسة الردع، ومنذ التوقيع على اتفاقات أوسلو في 1993 حتى عام 2000 شطبت 45 سنة من الردع الناجح، وبعد ذلك بست سنوات من الانسحابات أحادية الجانب دفنت إسرائيل ما تبقى من الردع». ويتابع الكاتب: «مثلما فشلت اتفاقات أوسلو، ستفشل كل المشاريع التي ستحاول تفادي العمل اللازم لتحقيق النصر». ثم يكمل: «الاستنتاج الوحيد هو أنه ليس لإسرائيل سوى سبيل واحد لتحقيق الاعتراف الفلسطيني، ألا وهو العودة إلى سياسة ردع الفلسطينيين ومعاقبتهم للفلسطينيين على عدوانهم، فالمطلوب هو سياسة منهاجية تشجع الفلسطينيين على الاعتراف بإسرائيل». إن صناعة السلام الحقيقي في نظر إسرائيل، حسب «عوديد»، معناه إيجاد السبل لفرض «تغيير جذري على الفلسطينيين في التفكير، بحيث يكفوا عن مقاومتهم ويعترفوا باليهود وبالصهيونية وبإسرائيل».

لذلك فعلى العرب أن يدركوا أنه ما لم تكن لديهم رؤية استراتيجية واضحة وموقف قوي وموحد وصريح، فلن يكون هناك حل لهذه القضية.