أحدث الأخبار
  • 08:02 . سوريا تعلن تفكيك خلية لتنظيم الدولة في عملية أمنية بريف دمشق... المزيد
  • 07:09 . الاحتلال الإسرائيلي يصادق على إنشاء 19 مستوطنة جديدة بالضفة... المزيد
  • 01:45 . تقرير: مستهلكون يشكون تجاهل اللغة العربية في كتابة لافتات السلع... المزيد
  • 01:29 . فوز البروفيسور اللبناني بادي هاني بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة الاقتصاد... المزيد
  • 01:06 . تركيا تحذر من الانتهاكات الإسرائيلية وتتحدث عن "تفاهمات مُبشرة" خلال اجتماع ميامي بشأن غزة... المزيد
  • 12:55 . موجة استنكار واسعة بعد إساءة روبنسون للمسلمين ومطالبات باعتقاله في دبي... المزيد
  • 11:48 . رياضيون يهاجمون المدرب كوزمين بشدة بعد الأداء في كأس العرب... المزيد
  • 08:53 . بسبب دورها في حرب السودان.. حملة إعلامية في لندن لمقاطعة الإمارات... المزيد
  • 06:48 . الاتحاد الأوروبي يربط تعزيز الشراكة التجارية مع الإمارات بالحقوق المدنية والسياسية... المزيد
  • 06:04 . منخفض جوي وأمطار غزيرة تضرب الدولة.. والجهات الحكومية ترفع الجاهزية... المزيد
  • 12:45 . تقرير إيراني يتحدث عن تعاون عسكري "إماراتي–إسرائيلي" خلال حرب غزة... المزيد
  • 12:32 . أبوظبي تُشدّد الرقابة على الممارسات البيطرية بقرار تنظيمي جديد... المزيد
  • 12:25 . الغارديان: حشود عسكرية مدعومة سعوديًا على حدود اليمن تُنذر بصدام مع الانفصاليين... المزيد
  • 12:19 . إيران تعدم رجلا متهما بالتجسس لصالح "إسرائيل"... المزيد
  • 10:59 . أمريكا تنفذ ضربات واسعة النطاق على تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا... المزيد
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد

أجسادهم تُرسل رماداً في علبة إلى بلدانهم.. أجانب بالإمارات يموتون بكورونا دون أن يودعهم أحد

متابعات – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 28-04-2020

يواجه عمال أجانب في الإمارات كورونا لوحدهم، حتى بعدما يقضي الفيروس على حياتهم، حيث يُنقلون بصمت إلى مثواهم الأخير، دون أن يلقي أحد عليهم نظرة الوداع، في مشهد يمثل جزءاً من معاناة البشرية مع الفيروس الغامض الذي يواصل حصده للأرواح في العالم.

 من بين هؤلاء العمال الأجانب، مواطن هندي توفّي في دبي جرّاء إصابته بفيروس كورونا المستجد، وظلت جثته داخل سيارة الإسعاف مقابل غرفة حرق الجثث في انتظار وصول صديق أو زميل يلقي عليه نظرة وداع، لكن بعد ساعة تقريباً لم يظهر أحد.

بصمت مطبق بدأ أربعة رجال ارتدوا ملابس الحماية من الفيروس مهمّتهم، فحملوا الجثة التي لفّت بغطاء أبيض إلى غرفة المحرقة، حيث تحوّلت في غضون ساعتين ونصف إلى مجرد رماد في علبة فضية.

تقول وكالة الأنباء الفرنسية إن ملايين المغتربين يعملون في الإمارات ودول الخليج الأخرى، وقد شكّلوا على مدى عقود طويلة العمود الفقري للقوة العاملة في مستشفيات ومصارف ومصانع وورش البناء في هذه الدول الثرية.

أمضى العديد منهم سنوات طويلة وهم يكدّون في عملهم لإرسال المال لذويهم، حالمين بالعودة يوماً إلى موطنهم لبدء عملهم الخاص أو حتى بناء منزل، لكن حتى وهم جثة هامدة، فإن نقلهم إلى أوطانهم في زمن فيروس كورونا المعدي أمر شبه مستحيل.

يقول إيشوار كومار، المسؤول في مركز حرق الجثث في موقع صحراوي بعيد عن المناطق السكنية في جنوب دبي: “العالم كله تغيّر. لم يعد يأتي أحد، ولا أحد يلمس شيئاً، ولا أحد يقول وداعاً”.

يضيف متحدثاً للوكالة الفرنسية أنّه قبل بدء اجتياح الفيروس للعالم في نهاية ديسمبر 2019 “كان الناس يأتون إلى هنا، 200 أو 250 شخصاً، للبكاء وتقديم الورود. الآن يموت الأشخاص وحيدين”.

تُعد غالبية ضحايا الفيروس في الخليج وعددهم أكثر من 170، وغالبية المصابين الذين تجاوز عددهم 29 ألفاً، هم من العمّال المغتربين الباحثين عن لقمة عيشهم بعيداً عن بلدانهم وبينها الهند، وباكستان، وبنغلاديش، والفلبين والنيبال.

وقبل ساعات من حرق جثة المواطن الهندي الذي كان في الخمسين من عمره، وهو شريك تجاري في شركة سياحية في دبي، واجهت جثة اختصاصية تجميل فلبينية المصير ذاته في الموقع نفسه.

حملت شهادتا وفاتهما عبارة مشتركة هي “التهاب رئوي جرّاء فيروس كورونا” كسبب للوفاة.

بعد حرق الجثث، عادة ما تُسلّم العلبة الفضية التي تُشترى من سلسلة متاجر محلية كبرى ويوضع فيها الرماد، إلى قريب أو شخص مسؤول عن مصالح الضحايا إذا تواجد في بلد الوفاة، أو تُرسل إلى السفارة.

يقول سوريش غالاني، مسؤول آخر في موقع حرق الجثث الذي يضمّ معبداً هندوسياً، إنّ الضحايا “عمّال ومعظمهم لا أقرباء لهم هنا. يأتي أحيانا زملاء لهم” يعملون لصالح الشركة ذاتها لأخذ العلبة.

في الموقع الهندوسي في دبي، لا تحمل شهادة وفاة كل من مات بسبب أمر مرتبط بفيروس كورونا، اسم المرض، ويقول فيجاي الهندي إنّ شقيقه رام (45 عاماً) توفّي بذبحة قلبية بعدما دخل في حالة من الكآبة خلال إقامته وحيداً في غرفة لمدة 14 يوماً كإجراء احترازي إثر اختلاطه بشخص كان يحمل الفيروس.

في الغرفة المظلمة حيث توجد ثلاث آلات لحرق الجثث، وقف أربعة من أصدقاء الضحيّة قرب جثة رام قبل حرقها ورموا الورود عليها، وذكر فيجاي أنّ نتيجة فحص شقيقه “جاءت سلبية بعدما أمضى فترة الأسبوعين في الغرفة، لكنّه تضرّر ذهنياً وأصبح كئيباً بسبب بقائه وحيداً”.

توفي الأب لثلاثة أبناء الذي كان يعمل في محل لغسل الملابس، بينما كان في الإسعاف في طريقه إلى المستشفى بعدما شعر بآلام شديدة في الصدر، ويقول شقيقه: “سنعود غداً لتسلّم الرماد. سنرسلهم إلى بلدنا عندما تُستأنف الرحلات الجوية”.

ورغم وقف الرحلات الجوية في غالبية دول الخليج لوقف انتشار الفيروس، تحاول الحكومات في المنطقة تسيير رحلات خاصة لترحيل العديد من العمّال الذين بات كثيرون منهم بلا عمل. غير أنّ التعامل مع جثث الضحايا هو تحدٍّ من نوع آخر، إذ إن وجود مرض معد يستوجب الدفن أو الحرق من دون تأخير.