كان ملفتا للغاية حجم الاحتفال والاحتفاء الإماراتي شعبيا ورسميا باليوم الوطني السعودي الذي صادف في سبتمبر الماضي. وبين تلك الاحتفاليات وزيارة ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد على رأس وفد رسمي رفيع تضمن مسؤولي أمن كبار جرى في النهر مياه عديدة خاصة فيما يتعلق بتوتر العلاقات بين الرياض ونظام السيسي حليف أبوظبي "الأوثق" فضلا عن الملف اليمني والسوري وإرسال أبوظبي قوات بحرية لباب المندب قالت إنها لحماية الملاحة الدولية بعد تعرض سفينة إماراتية أختلفت حولها الروايات إن كانت مدنية أو عسكرية استهدفها الانقلابيون الحوثيون، قبل أيام من حادثة "عزاء صنعاء" الذي تحملت مسؤوليته "عاصفة الحزم" وإن أرجعت القصف إلى معلومات خاطئة ارتكبتها القوات المسلحة اليمنية الشرعية.

في سياق هذه الأحداث، وتبرير وزير الشؤون الخارجية أنور قرقاش لتصويت السيسي الذي أغضب الرياض التي ما نادرا تعبر عن استيائها الدبلوماسي علنا جرت زيارة محمد بن زايد، وسط توقع مراقبين أن تكون الأزمة الأخيرة بين السعودية ونظام السيسي حاضرة.

زيارة محمد بن زايد في الإعلام المحلي

من الطبيعي أن تبادر وسائل الإعلام المحلية الرسمية من تسليط الضوء على زيارة محمد بن زايد للرياض خاصة في صحف "الاتحاد" و"البيان" و"الإمارات اليوم" و "الخليج".

وقد أفردت هذه الصحف مساحات واسعة لتغطية الزيارة من جهة ولتصريحات لم يتضح إن كانت لهذه الوسائل الإعلامية أم للوفد الإماراتي برئاسة ولي عهد أبوظبي.

فـ"الاتحاد" مثلا، عنونت:"محمد بن زايد: السعودية صمام أمان المنطقة وحريصة على المصالح العربية"، في صدر صفحتها الأولى وأعلاها وأول قصة إخبارية مفصلة. مضيفة: "وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات الأخوية المتميزة، وجهود البلدين في تعزيز تعاونهما الاستراتيجي حول مجمل القضايا التي تمس أمن واستقرار المنطقة، بما يحقق المصالح المشتركة، ويعزز مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج، ويصون الحقوق العربية". 

أما صحيفة "الخليج" الصادرة في الشارقة فقد خصصت افتتاحيتها للزيارة بعنوان "الإمارات والسعودية.. مصير واحد"، قالت فيه: "الرؤية واحدة..والهدف واحد.. والمصير واحد. هذه هي ثلاثية العلاقات الاستراتيجية الثابتة بين الإمارات والسعودية". وألمحت الصحيفة للوساطة مع نظام السيسي والرياض قائلة: "كما أن هذه الزيارة تأتي لتؤكد الدور الذي تبذله دولة الإمارات من أجل تعزيز العلاقات العربية -العربية". 

ومن حيث التغطية الإخبارية، فلم تتمايز الصحف الرسمية عن تغطية الزيارة حيث الإشادة بها، والتشديد على أهميتها.

صورة من صحيفة "الاتحاد" 

الزيارة في الإعلام السعودي

على خلاف العادة، ورغم أن صحيفتي "الحياة" و"الشرق الأوسط" السعوديتين مقربتان من توجهات أبوظبي إلا أنهما تناولا الزيارة "بفتور" إعلامي ملحوظ.

فصحيفة الحياة مثلا، لم تنشر على صدر صفحتها ولا أعلاها ولا في قصصها الإخبارية الرئيسية خبر الزيارة، وذلك على خلاف المعتاد من نشر أخبار الملك سلمان على الأقل. واكتفت الصحيفة بنشر الخبر في أسفل الصفحة وضمن "أخبار السعودية" التي عادة تنشر الأخبار المحلية الاعتيادية ، وجاء  العنوان: "خادم الحرمين: التعاون السعودي الإماراتي «متين»". وجاء الخبر بما لا يزيد عن عشرات الكلمات المقتضبة التي لا توحي بأي خصوصية أو ميزة لهذه الزيارة.

وعندما وضعت "الحياة" رابطا للتفاصيل، تبين أن التفاصيل لا تحمل سوى أسماء الشيوخ والأمراء الذين حضروا وشاركوا وجبة الغداء التي أقيمت على شرف الوفد الإماراتي، ما طرح التساؤلات حول الفرق في التغطية إن كان يعبر عن اعتبارات فنية أم سياسية.

أما المفاجأة الواضحة، فقد كانت في صحيفة "الشرق الأوسط" التي تعتبر الأقرب لأبوظبي، إذ تناولت الزيارة في تبويب وسط صفحتها الأولى، رغم أنها تنشر أي لقاء أو نشاط للملك سلمان على صدر صفحتها حتى لو التقى وزيرا إفريقيا أو آسيويا، ولكنها نشرت أنباء الزيارة في تبويب "الأخبار في صور" والتي اكتفت بنشر عدة صورة بدا فيها بعض أعضاء الوفد الإماراتي في صورة "غير مرتاحة" على الأقل. 

وفي تبويب أخبار من السعودية، غطت "الشرق الأوسط" زيارة الوفد الإماراتي وهو تبويب يقع في وسط الصفحة، وجاء الخبر برتكوليا مادته الرئيسية تعداد أعضاء الوفد الإماراتي والمستقبلين السعوديين، وبالكاد تطرق لما تطرقت له صحف الإمارات.

هذا فيما يتعلق بالنسخ الإلكترونية للصحف السعودية، أم النسخة الورقية للشرق الأوسط فقد نشرت صورة لمحمد بن زايد وهو يقبل جبين الملك سلمان، وأحالت القراء للتفاصيل في صفحتها الثانية، وهذ ذات التفاصيل في النسخة الإلكترونية. 

صورة من "الشرق الأوسط"