قُتل جندي إسرائيلي في هجوم مسلّح، مساء السبت، في القدس الشرقيّة، واستشهد فَتيان فلسطينيّان، في وقت سابق من اليوم نفسه، في عمليّة لجيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفّة الغربيّة المحتلّة، في مؤشّرات جديدة إلى تصاعد العنف الذي “يُثير قلق” الأمم المتّحدة.

وقال جيش الاحتلال، في بيان مقتضب، إنّ “جنديا إسرائيليا قضى خلال الليل متأثّرا بجروح خطرة أصيب بها في هجوم مسلّح على نقطة تفتيش في شعفاط”، من دون أن يُحدّد هويّته.

وكان إسرائيليّان، أحدهما الجندي الذي فارق الحياة، قد أُصيبا بجروح خطرة، السبت، في إطلاق نار عند نقطة تفتيش في القدس الشرقيّة، أسفر أيضاً عن إصابة شخص ثالث لم تُحدّد هويّته بجروح طفيفة، وفق ما أعلنت خدمة “نجمة داوود” للإسعاف.

وقال متحدّث باسم الشرطة إنّ مهاجماً أطلق النار عند معبر مخيّم شعفاط ما “أسفر عن إصابة إسرائيليَّين بجروح خطرة، وإصابة امرأة بجروح طفيفة”.

وأضاف: “تُواصل قوّات الشرطة وحرس الحدود، بما فيها مروحيّة شرطيّة، في هذه الأثناء، أنشطة المسح والتفتيش لضبط الإرهابي الذي نفّذ العمليّة الإرهابيّة”.

وأفاد مراسل وكالة "فرانس برس" بأنّه شاهد امرأة بزيّ قوّات الأمن تتلقّى العلاج في واحدة من سيّارتَي الإسعاف الموجودتَين في المكان. وتلطّخ رصيف بالدماء عند المعبر الذي أُغلِق وضُرب حوله طوق أمني.

وأفاد جهاز الإسعاف الإسرائيلي بأن الشخصَين المصابَين بجروح خطرة هما في العشرينات من العمر ونقِلا إلى مستشفى قريب. وأشار بيان الإسعاف إلى “امرأة بحالٍ حرجة ورجل بحال خطرة”.

ونُشر عشرات الشرطيّين في محيط المعبر وداخل مخيّم اللاجئين حيث أطلِقت ألعاب ناريّة. وأشارت الشرطة إلى مشاركة قوّات خاصّة ومروحيّة في المطاردة.

ولاحظ صحافي في وكالة "فرانس برس" وجود إجراءات أمنيّة معزّزة لدى الدخول والخروج من القدس المحتلة.

ولم يُحدّد جيش الاحتلال الإسرائيلي هوية الجندي الذي قضى متأثّرا بجروحه فجر الأحد، لكنّه أشار إلى إبلاغ أسرته بوفاته.

ووصف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي يائير لبيد إطلاق النار بأنّه “هجوم إرهابي خطير”.

وأعرب، في بيان، عن تضامنه مع المصابين وعائلاتهم، قائلا: “الإرهاب لن يهزمنا، نحن أقوياء حتّى في هذا المساء الصعب”.

واحتلّت إسرائيل الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية عام 1967. والسبت أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بأنه عالج خمسة أشخاص قرب المدينة القديمة في القدس الشرقية المحتلة أصيب أحدهم بعيار مطاطي.

وقالت شرطة الاحتلال الإسرائيلية إنها أوقفت سبعة أطفال وشخصاً بالغاً يشتبه في “مشاركتهم في أعمال عنف ورشق الحجارة ومهاجمة عناصر الشرطة” في المنطقة، ما أسفر عن إصابة عنصر واحد بجروح طفيفة.

وكانت حشود من المسلمين قد تجمّعت في وقت سابق عند مجمّع المسجد الأقصى للاحتفال بعيد مولد النبي محمد. ونظّمت فرق الكشافة الفلسطينية مسيرات في المدينة القديمة وصولا إلى المجمع.

 عملية في جنين

في وقت سابق السبت، قُتل فتيان فلسطينيّان وجرح آخرون برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة، فيما حذرت السلطة الفلسطينية من أن هذا التصعيد العسكري يدفع المنطقة إلى “نقطة اللاعودة”.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان، إن “مواطنين استشهدا برصاص الاحتلال في جنين”.

وذكر جيش الاحتلال الإسرائيلي أنّ قوّاته نفّذت عمليّة لاعتقال فلسطيني يبلغ 25 عاما يُشتبه في انتمائه إلى حركة “الجهاد الإسلامي” وإطلاقه النار على جنود في المنطقة.

وأضاف الجيش، في بيان، أنّه “خلال العمليّة، ألقى عشرات الفلسطينيّين عبوات ناسفة وزجاجات حارقة على جنود إسرائيليّين تعرّضوا لإطلاق نار”. وتابع أنّ “الجنود ردّوا بإطلاق رصاص حيّ على من يشتبه بأنّهم مسلّحون”.

تُنفّذ القوّات الإسرائيليّة في الأشهر الأخيرة عمليّات متكرّرة ودامية في كثير من الأحيان في جنين وأجزاء أخرى من الضفّة الغربيّة، استهدفت غالبًا مسلّحين فلسطينيّين. وقُتل خلال العمليّات عشرات الفلسطينيّين، بينهم مقاتلون ومدنيّون.

عقب حوادث القتل الأخيرة في الضفّة الغربيّة، دعت الرئاسة الفلسطينيّة واشنطن، السبت، إلى أن “تُمارس ضغوطا جدّية على إسرائيل لوقف حربها الشاملة ضدّ شعبنا الفلسطيني قبل فوات الأوان”.

وقال المبعوث الأممي للشرق الأوسط تور وينيسلاند، في وقت متقدم ليل السبت: “إنني قلق حيال تدهور الوضع الأمني” وتصاعد الاشتباكات المسلحة في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية.