أحدث الأخبار
  • 01:26 . "التوطين": أكثر من 12 ألف بلاغ عمالي سري خلال تسعة أشهر... المزيد
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد
  • 06:39 . معركة النفوذ في حضرموت.. سباق محتدم بين أبوظبي والرياض... المزيد
  • 06:22 . روائية أمريكية بارزة تقاطع "مهرجان طيران الإمارات للآداب" بسبب الحرب في السودان... المزيد
  • 05:07 . جيش الاحتلال يعلن مقتل زعيم المليشيات في غزة "ياسر أبو شباب" على يد مجهولين... المزيد
  • 11:35 . "المعاشات" تصفّر 8 خدمات رئيسية ضمن مبادرة تقليل البيروقراطية الحكومية... المزيد
  • 11:31 . "الأبيض" يخسر أمام الأردن 1–2 في افتتاح مشواره بكأس العرب... المزيد
  • 11:30 . سلطنة عُمان تنجح في إعادة طاقم سفينة "إتيرنيتي سي" من اليمن... المزيد
  • 10:12 . الإمارات تعلن تخصيص 15 مليون دولار للاستجابة للأزمة في السودان... المزيد

إنها الذاكرة.. وإننا ننسى!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 14-06-2018

أولاً إليكم هذا الحلم القصير والمزعج ربما..

كان حلماً غريباً وحارقاً، مرّت عليه سنوات طويلة جداً، لكن طعمه أو الإحساس الذي وصلني من خلاله لم يذهب عني بعيداً، ظل يحوم حولي، وبقيت أتذكره، لقد رأيت فيما يرى النائم أن رصاصة منطلقة من مكان ما تقطع المسافة والزمن، كانت متوجّهة نحوي، كنت أرى انطلاقها الخاطف بعيني حتى اللحظة التي استقرت في جسدي، فشعرت بطعم الألم، وبرائحة احتراق اللحم، وبفداحة الوجع، ثم صحوت أتصبب عرقاً، ولن أسأل عن تفسير للحلم؛ لأن الحلم كما قال لي أحدهم كالطائر (إذا فسِّر وقع)! للحظة وأنا أقف مسمّرة في إحدى المناسبات لا أتذكر هذه الوجوه التي تتوالى أمامي، اكتشفت أن ذاكرتي خانتني، وأن الزمن الذي حجب تلك الوجوه التي لم أتذكرها كان بعيداً أو هكذا خُيل إليّ، هناك عمر وسنوات سقطت في المسافة بين زمنين ولحظتين وما من سبيل لتعديل أي شيء، فبين زمن الفراق وزمن اللقاء هناك دائماً فائض مفقود من الزمن، قلما يشعر به الناس، لكنه المسؤول الأول عن ضياع الأسماء وأصحابها، والملامح والتفاصيل! حين كانت الوجوه تتوالى أمامي كان من بقي منها على حاله في تجاويف الذاكرة يؤلمني مروره جداً، إن أكثر ما كان يؤلمني هو ذلك السؤال الذي سمعته مراراً: أين أنتم؟ أين اختبأتم في هذا العمر الذي عبر بيننا؟

كنت أشعر بألم شديد؛ لأن مجرد نسيان كل تلك الأسماء هزّ ذاكرتي وآلمها فعلاً، ولا أدري لماذا شعرت بالألم هل لأن عملية التذكر مؤلمة جسدياً أم لأنها تثير فينا تلك الحقيقة الشجية القديمة الأزلية حول العمر الذي يذهب والسنين التي تمر؟ فنحن ننتبه فجأة إلى أن الأيام قد مرّت وأننا كبرنا وبدأنا ننسى وأننا أثناء ذلك أسقطنا أو أهملنا أموراً كانت بالنسبة لنا كالماء والهواء، ثم وفي وهج الاندفاع اعتدنا أن نعيش من دونها حتى نسيناها أو على الأقل وضعناها جانباً دون أن ندرك ذلك.

زمن طويل مرّ بنا ونحن نعمل ونجتهد ونؤسس هذه الكيانات التي أصبحناها أخيراً، زمن طويل ونحن نتلقى التقدير والتكريم والمحبة والاحترام، كما تلقينا الصدمات وعشنا الإحباطات على حد سواء، هو العمر يمضي قاطعاً ما بين الضفتين وقد حمل لنا من هنا ومن هناك الكثير، ومنحنا ما نتمنى وأكثر أحياناً، لكنه أفقدنا أشياء أخرى جميلة كان لابد من فقدانها لنرى كل وجوه الحياة، فالأيام لا تمنحك حكمتها أو صلابتها دون أن تدفع ثمنها كاملاً!