أحدث الأخبار
  • 01:26 . "التوطين": أكثر من 12 ألف بلاغ عمالي سري خلال تسعة أشهر... المزيد
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد
  • 06:39 . معركة النفوذ في حضرموت.. سباق محتدم بين أبوظبي والرياض... المزيد
  • 06:22 . روائية أمريكية بارزة تقاطع "مهرجان طيران الإمارات للآداب" بسبب الحرب في السودان... المزيد
  • 05:07 . جيش الاحتلال يعلن مقتل زعيم المليشيات في غزة "ياسر أبو شباب" على يد مجهولين... المزيد
  • 11:35 . "المعاشات" تصفّر 8 خدمات رئيسية ضمن مبادرة تقليل البيروقراطية الحكومية... المزيد
  • 11:31 . "الأبيض" يخسر أمام الأردن 1–2 في افتتاح مشواره بكأس العرب... المزيد
  • 11:30 . سلطنة عُمان تنجح في إعادة طاقم سفينة "إتيرنيتي سي" من اليمن... المزيد
  • 10:12 . الإمارات تعلن تخصيص 15 مليون دولار للاستجابة للأزمة في السودان... المزيد

روما.. الحضارة التي ذبلت

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 07-05-2018

إذا كنت في روما فافعل كما يفعل أهلها؟ هكذا يقول المثل المتداول عن روما، لكن ما الذي يفعله أهل روما لنفعله مثلهم؟ سألت نفسي في المرة الأولى التي زرتها فيها، وها أنا ذا أسألها مجدداً، بعد أن تعبت من التجوال فيها، فخارت قواي منذ اليوم الأول وأنا لم أبدأ بعد في تتبع مشاهد الصفحة الأولى من التاريخ الذي يطالعك حيثما سرت في مدينة عُدّت منذ أزمنة طويلة متحفاً حقيقياً ممتداً على الأرض.

في اليوم الأول استعنت بموظف الاستقبال، فتح خارطة المدينة وصار يعدد لي بدقة أحببتها إلى أين يمكنني الذهاب في أيام الآحاد، وأين يمكنني الذهاب في بقية الأيام، وبما أنني في أحد الوصول، وقد وصلت في تمام تعبي، فقد آثرت التجوال في المربع الذي يقع فيه فندق إقامتي!

كانت «فيللا بورغيزي» أول محطات التجوال، ظننتها فيللا نادرة تحوي مقتنيات لتلك العائلة التي تحمل الفيلا اسمها، وتمثل حقبة من تاريخ روما وتحيط بها حدائق غناء، لكن الواقع فاجأني، فقد بدت الفيلا كأنها كانت عدة قصور متفرقة، تعود للقرن الثامن والتاسع عشر، تمتد مساحتها لعدة كيلومترات مربعة عبارة عن حدائق وغابات خضراء بلا نهاية، وفي أحد أطرافها بحيرة صغيرة يمكن للزوار استئجار قارب صغير والتنزه فيها، كانت الموسيقى تصدح في أنحائها، يعزفها موسيقيون يتعيشون من عزف آلات متفرقة، إضافة لآسيويين بلا عدد يبيعون كما في كل عواصم أوروبا بضاعة بلا قيمة، يتعلق بها الصغار فيشتريها الكبار مكرهين!

كنت كلما مررت بمنزل من تلك المنازل التي كانت قصوراً، أحس بسطوة الزمن وسطوة قوانينه، كانت الأبواب الخشبية المنقوشة بإتقان تلاشى عبر الزمن مؤصدة، حديدها صدئ، خشبها متآكل، وعشب كثيف ينبت بين المفاصل والعتبات، وعلى الطرقات التي تقود لتلك الأبنية مشت خطوات بلا حصر لأناس بلا عدد جاؤوا للفرجة ولالتقاط الصور والجلوس على الدرج الرخامي واحتساء المشروبات والثرثرة، ولو أن هؤلاء الناس قد فكروا ذات يوم من أيام العز الغابر في مجرد التسكع بجوار أسوار هذه القصور لما استطاعوا لذلك سبيلاً، ولخرج لهم أكثر من جندي مدجج كانوا يحرسون تلك الأسوار العالية التي لم يبق من آثارها إلا القليل!

أنت في روما تمشي في متحف ضخم، لكن عليك أن تمعن التأمل في سيرة الإنسان الذي لا يختلف عنه في كل مسيرته عبر قصة الحضارة!