أحدث الأخبار
  • 12:40 . بينها الإمارات.. دول عربية وإسلامية ترفض حديث "إسرائيل" بشأن معبر رفح... المزيد
  • 12:20 . نيويورك تايمز: سيطرة الانتقالي على حضرموت تكشف مساعي أبوظبي لبناء هلال بحري على ساحل اليمن... المزيد
  • 11:51 . السعودية تطالب قوات تدعمها أبوظبي بالخروج من حضرموت بعد السيطرة عليها... المزيد
  • 01:26 . "التوطين": أكثر من 12 ألف بلاغ عمالي سري خلال تسعة أشهر... المزيد
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد
  • 06:39 . معركة النفوذ في حضرموت.. سباق محتدم بين أبوظبي والرياض... المزيد
  • 06:22 . روائية أمريكية بارزة تقاطع "مهرجان طيران الإمارات للآداب" بسبب الحرب في السودان... المزيد
  • 05:07 . جيش الاحتلال يعلن مقتل زعيم المليشيات في غزة "ياسر أبو شباب" على يد مجهولين... المزيد
  • 11:35 . "المعاشات" تصفّر 8 خدمات رئيسية ضمن مبادرة تقليل البيروقراطية الحكومية... المزيد

ذكريات 15 يوليو

الكـاتب : إسماعيل ياشا
تاريخ الخبر: 16-07-2017


أحيت تركيا أمس السبت، الذكرى السنوية الأولى لإفشال محاولة الانقلاب التي قام بها ضباط موالون للكيان الموازي، التنظيم السري لجماعة كولن، في 15 يوليو من العام الماضي. وخرج الملايين من المواطنين إلى الشوارع والساحات في جميع أنحاء البلاد، كما خرجوا في تلك الليلة، ولكن هذه المرة للاحتفال بذكرى الانتصار العظيم الذي حققه الشعب التركي قبل عام ضد الانقلابيين.
الذكريات الخالدة التي عشناها في ليلة التصدي لمحاولة الانقلاب حفرت في أذهاننا، ولا يمكن أن ننساها بأي حال. صور ومشاهد رسمها الشعب التركي بدماء أبنائه وفلذات أكباده، لتشكل أمثلة رائعة للتضحية من أجل الوطن والحرية يكتبها التاريخ بماء الذهب.
البطولات التي سطرها الشعب التركي في تلك الليلة مسجلة بالصوت والصورة، ولا يمكن أن ينكرها عاقل. أذكر أن مراسلاً لإحدى القنوات التركية خلال تغطيته للأحداث التي جرت أمام مبنى بلدية اسطنبول قال إن الناس خائفون، إلا أن المواطنين المتواجدين في المكان عاتبوا المراسل أثناء البث المباشر، وتدخل أحدهم قائلاً: «لا تكذب، ليس هناك أي خوف»، وأضاف آخر: «إن كان طيب أردوغان سيُقتل فنحن أيضاً سنُقتل».
معظم الشهداء الذين سقطوا في تلك الليلة خرجوا من بيوتهم بعد أن توضؤوا وصلوا ركعتين، لأنهم كانوا يدركون خطورة الوضع، ويعرفون أنهم قد لا يرجعون إلى بيوتهم. ومع ذلك، خرجوا للدفاع عن حرية وطنهم ومستقبل أبنائهم، لأنهم اعتبروا محاولة الانقلاب محاولة الاحتلال.
وفي تلك الليلة، تلقى كبير مستشاري رئيس الجمهورية، مصطفى وارانك، اتصالاً من مدير مكتب وزير الصحة التركي يخبره بأن أخاه الكبير البروفيسور إلهان وارانك قد يكون مصاباً، ما دفعه للاتصال بهاتف أخيه الكبير، إلا أن شخصاً لا يعرفه رد عليه وقال له: «أخي.. صاحب هذا الهاتف كان رجلاً شجاعاً للغاية، ولكنه أصيب قبل قليل، ونقلوه إلى المستشفى». ولم يكن آنذاك يعرف هل هو على قيد الحياة أم فارق هذه الدنيا، وعلم فيما بعد استشهاده برصاص الانقلابيين.
آباء شهداء 15 يوليو وأمهاتهم يبكون على فراق فلذات أكبادهم، ولكنهم يؤكدون أنهم فخورون بهم وبما قاموا به من أجل الوطن، ويقولون إنهم لو عادوا إلى تلك الليلة لما طلبوا من أبنائهم: عدم الخروج، مشددين على أنهم مستعدون لتقديم أنفسهم وباقي أبنائهم فداء للوطن.
المواطن التركي موسى إلهان، أصيب في تلك الليلة خلال تصديه للانقلابيين، واستقرت الرصاصة بالقرب من قلبه، ولكنه لم يمت. ورقد في المستشفى أسبوعاً كاملاً في الغيبوبة. ولما استيقظ كان أول ما سأله هو: «هل تم إنقاذ الوطن؟»
حاول الأطباء إخراج الرصاصة من بدن موسى، ولكنهم لم ينجحوا بسبب خطورة العملية لقرب الرصاصة من القلب. ويقول موسى، البالغ من العمر 39 عاماً، إنه سيحمل هذه الرصاصة في بدنه طوال عمره كميدالية يفتخر بها. وفي المستشفى، قال له الأطباء: «أنت محظوظ»، إلا أن لموسى رأياً آخر ويقول: «لو كنت محظوظاً لكنت اليوم شهيداً».
هذا مجرد غيض من فيض ذكريات 15 يوليو. وما شاهدته في تلك اللحظات الحاسمة يدل على أن الشعب التركي يعشق وطنه، ويقبل على الاستشهاد من أجل الدفاع عن حريته دون أدنى خوف أو تردد.;