أحدث الأخبار
  • 01:10 . كيف تحافظ أبوظبي على قربها من الولايات المتحدة بينما تتحاشى مواجهتها؟... المزيد
  • 12:50 . جيش الاحتلال يشن غارات عنيفة وينسف مباني سكنية بأنحاء متفرقة من غزة... المزيد
  • 12:46 . قتلى في تبادل لإطلاق النار على الحدود الأفغانية الباكستانية ليل الجمعة... المزيد
  • 12:40 . بينها الإمارات.. دول عربية وإسلامية ترفض حديث "إسرائيل" بشأن معبر رفح... المزيد
  • 12:20 . نيويورك تايمز: سيطرة الانتقالي على حضرموت تكشف مساعي أبوظبي لبناء هلال بحري على ساحل اليمن... المزيد
  • 11:51 . السعودية تطالب قوات تدعمها أبوظبي بالخروج من حضرموت بعد السيطرة عليها... المزيد
  • 01:26 . "التوطين": أكثر من 12 ألف بلاغ عمالي سري خلال تسعة أشهر... المزيد
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد
  • 06:39 . معركة النفوذ في حضرموت.. سباق محتدم بين أبوظبي والرياض... المزيد

حرائق الغابات الرقمية

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 17-03-2017


قبل أيام انتهيت من قراءة كتاب من إصدارات «المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب» الكويتي بعنوان: «تغيّر العقل»، للدكتورة سوزان غرينفيلد، والتي تعد حجة عالمية في العلوم العصيبة. الكتاب يتحدث عن ثقافة التقنيات الرقمية وآثارها السلبية والإيجابية على المجتمع. وقد حددت لنا المؤلفة منذ البداية هدفها من الكتاب، وهو استكشاف الطرق المختلفة التي يمكن أن تؤثر بها شبكات التواصل الاجتماعي والإنترنت، ليس فقط على أنماط التفكير والمهارات المعرفية الأخرى، ولكن أيضاً في أنماط الحياة الثقافية والتطلعات الشخصية، إذ وجدت من خلال دراستها لهذا الموضوع أن أي ثورة تكنولوجية بقدر ما تؤدي إلى تقدم كبير، فهي تثير مشاكل غير متوقعة. لذلك تدعو غرينفيلد إلى ضرورة التأهب لمواجهة مثل هذه المشكلات وتجنب إشكالياتها قدر الإمكان. وهي تستند في ذلك إلى خطاب الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون عام 2004 الذي

تحدث فيه عن ثلاث مراحل في تاريخ الحضارة الإنسانية: العزلة، والتفاعل، والتكامل.. موضحاً أن العزلة تعني الانفصال بين الإمبراطوريات التي كان الوصول إليها يستغرق وقتاً طويلاً ويتسم بالخطورة، ثم مرحلة التفاعل عبر المقايضة الإيجابية وتبادل الأفكار إلى جانب الحروب، وأخيراً مرحلة التكامل التي نعيشها الآن والتي تمثل نموذجاً لتحقيق التكامل واسع النطاق. ومن خلال هذا التكامل ترى المؤلفة أن هناك عالماً لم يكن له مثيل في تاريخ البشرية، عالم ثنائي الأبعاد مؤلفٌ من الصورة والصوت فقط، يقدم معلومات فورية وهوية منفصلة، ويتيح الفرصة للخبرات الآنية والمباشرة. فالوجود اليومي المتمركز حول الهاتف الذكي والآيباد والحاسوب المحمول وأجهزة الإكس بوكس.. قد يُغير جذرياً، ليس مجرد أنماط حياتنا اليومية، بل أيضاً هو مشاعرنا وأفكارنا الداخلية بطرق لم يسبق لها مثيل.

وكعالمة أعصاب، حاولت غرينفيلد من خلال أبحاثها أن تستكشف الطريقة التي يتفاعل بها الإنسان مع التقنيات الرقمية، وكيف يتكيف دماغه مع البيئة الجديدة التي سمّتها «حرائق الغابات الرقمية».

وتؤكد المؤلفة أنه بقدر ما لهذه التكنولوجيا الرقمية من آثار إيجابية عديدة، فإنها خلقت أيضاً حالة من الملل العميق داخل المجتمع، فرغم أن شبكة الإنترنت وجدت أساساً كوسيلة لتواصل العلماء مع بعضهم لخدمة التطور العلمي والأكاديمي والتواصل بين مؤسسات المجتمع العلمي ومنظماته، إلا أنه مع مرور الوقت ومع تطور هذه الشبكة وتنوع خدماتها، تحولت إلى وسيلة سهلة لتضييع الوقت، إلى درجة أن الآباء والأمهات أصبحوا يشكون بحدة من أنهم لا يستطيعون السيطرة على ما يفعله أبناؤهم على الإنترنت.

لذلك تقول الدكتورة جو فورست، في كتابها «تاريخ لعب الأطفال وبيئات اللعب»، إن الأطفال في أميركا صاروا أقل نشاطاً بسبب التخلي عن الألعاب التقليدية في الهواء الطلق والأنشطة البيئية الأخرى، والتحول إلى اللعب الافتراضي الذي يحدث من خلال الجلوس في الأماكن المغلقة أو ساحات اللعب عبر الإنترنت. لذلك يؤكد المختصون في الطب النفسي، أن تناقص وقت لعب الأطفال في الهواء الطلق يعني انخفاض ما يتعلمونه لمواجهة المخاطر والتحديات التي ستواجههم كبالغين، وهي حالة مرضية سمتها المؤلفة «اضطراب نقص الطبيعة».

لذلك لن يتمكن جيل الألفية مستقبلاً من الاحتفاظ بالمعلومات، فهم يقضون معظم وقتهم في تبادل الرسائل القصيرة، والاستمتاع بالترفيه، كما يتشتت انتباههم بعيداً عن الانخراط العميق مع الناس والمعرفة، وهم يفتقرون إلى ملكات التفكير العميق، وإلى المهارات الاجتماعية المباشرة، ويعتمدون على الإنترنت والأجهزة النقالة من أجل أداء معظم مهامهم.