أحدث الأخبار
  • 06:15 . غالبيتهم أطفال.. الخارجية السودانية: ارتفاع قتلى هجوم الدعم السريع على كدفان إلى 79 مدنيا... المزيد
  • 01:10 . كيف تحافظ أبوظبي على قربها من الولايات المتحدة بينما تتحاشى مواجهتها؟... المزيد
  • 12:50 . جيش الاحتلال يشن غارات عنيفة وينسف مباني سكنية بأنحاء متفرقة من غزة... المزيد
  • 12:46 . قتلى في تبادل لإطلاق النار على الحدود الأفغانية الباكستانية ليل الجمعة... المزيد
  • 12:40 . بينها الإمارات.. دول عربية وإسلامية ترفض حديث "إسرائيل" بشأن معبر رفح... المزيد
  • 12:20 . نيويورك تايمز: سيطرة الانتقالي على حضرموت تكشف مساعي أبوظبي لبناء هلال بحري على ساحل اليمن... المزيد
  • 11:51 . السعودية تطالب قوات تدعمها أبوظبي بالخروج من حضرموت بعد السيطرة عليها... المزيد
  • 01:26 . "التوطين": أكثر من 12 ألف بلاغ عمالي سري خلال تسعة أشهر... المزيد
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد

الجميع متساوون أمام الموبايل!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 29-01-2017


هذه الصورة أصبحت أكثر ألفة من أي صورة أخرى، مرأى الأطفال والخدم والعمال والرجال والنساء، حيث الكل يخفض رأسه ويثبت عينيه على شاشة صغيرة غافلاً تماماً عن كل ما يدور حوله! إن هذا الاستخدام الغريب الذي يصل إلى حد الإدمان للهواتف المحمولة، وتحديداً للعمالة الوافدة وعمالة المنازل، ليس في الأمر أي رغبة في المطالبة بمنعهم من ذلك، أو باعتبار ذلك أمراً ليس من حقهم، بالرغم من كثيرات وكثيرين من هذه العمالة يولون وسائل التواصل ومواقعها المشهورة أهمية قصوى، تفوق الاهتمام بأعمالهم التي جاؤوا لأجلها، والتي يتقاضون رواتبهم عليها.

اليوم صار طبيعياً أن تقول لك الخادمة: «مدام أنا أرسلت إليك طلب صداقة على الفيسبوك، أرجو أن تقبليني»، فتشعر وكأن هذه الفتاة التي جاءت من أقصى الشرق، وتشارك سكني كنزل في دبي لديها شيء يشبه الفصام الذهني المتعمد، وإلا فكيف تتقدم بطلب صداقة وهي تعيش معك وتتعامل معك أربعاً وعشرين ساعة؟

القضية أكبر من ذلك، فأنت مخترق بالفعل، أجزاء منزلك، أثاث بيتك، حفلات أبنائك، سياراتك، حديقتك، وكل ما يجري في منزلك ستجده كله على صفحة الخادمة والسائق، وربما المزارع وعامل النظافة وعامل البقالة الذي يدخل ضمن باقة أصدقاء العمالة التي تعمل لديك، أنت ليس لديك أي فوقية أو عنصرية تجاه هؤلاء الأشخاص، فهم طيبون وأمينون ويشتغلون عندك منذ فترة طويلة وبشكل جيد، لكن هذا الادعاء الذي يقومون به في غيابك بنقل كل خصوصية بيتك لكل الجالية الفلبينية أو الإثيوبية أو السيلانية هو المشكلة، بل الكارثة التي ربما لا تدري مدى خطورتها! فأن تكون كل تفاصيل ومداخل ومخارج بيتك أمام الجميع، هذا لا يمكن وصفه إلا بشيء واحد: أنت تعيش في ظل الخط!

هم يفعلون ذلك بداعي التباهي أمام أصحابهم وأسرهم، يقولون لهم: نحن نعيش في هذا المستوى، ونسكن هذا المنزل ونتنقل بهذه السيارة، إنهم يضفون حالة ملكية لممتلكاتك، أي أنهم يشاركونك ممتلكاتك أمام الملأ، وهذا التمادي يتحول تدريجياً إلى مشكلة قصوى حين ينقلون الرقم الملصق على مدخل بيتك عبر تطبيق مكاني، ليسمحوا لأي شخص ممن يتعرفون أو يتعرفن إليه عبر مواقع التواصل بالدخول إلى منزلك في غيابك أو حتى في حضورك دون علمك!

نعم، هذه هي فضاءات حرية التواصل، أو ما حاربت أميركا العالم من أجل إقراره كمبدأ عالمي وكتجارة حتماً، وكوسيلة للسيطرة على الأمم والأفراد، نقصد به مبدأ «التدفق الحر للأخبار وحرية الاتصال»، فاليوم لا تبدو المساواة بين جميع البشر في كل العالم في سهولة وبساطة الحصول على وجبة كنتاكي أو لبس سروال الجينز أو ركوب القطارات والسفر إلى أي مكان، المساواة اليوم تتجلى في أوضح صورها في حرية استخدام وسائل التواصل، وامتلاك صفحات وقنوات خاصة على مواقع التواصل، ففي هذا العالم الكل كأسنان المشط، فليتفقد أحدكم شعر رأسه قبل أن يفوت الأوان!