أحدث الأخبار
  • 06:15 . غالبيتهم أطفال.. الخارجية السودانية: ارتفاع قتلى هجوم الدعم السريع على كدفان إلى 79 مدنيا... المزيد
  • 01:10 . كيف تحافظ أبوظبي على قربها من الولايات المتحدة بينما تتحاشى مواجهتها؟... المزيد
  • 12:50 . جيش الاحتلال يشن غارات عنيفة وينسف مباني سكنية بأنحاء متفرقة من غزة... المزيد
  • 12:46 . قتلى في تبادل لإطلاق النار على الحدود الأفغانية الباكستانية ليل الجمعة... المزيد
  • 12:40 . بينها الإمارات.. دول عربية وإسلامية ترفض حديث "إسرائيل" بشأن معبر رفح... المزيد
  • 12:20 . نيويورك تايمز: سيطرة الانتقالي على حضرموت تكشف مساعي أبوظبي لبناء هلال بحري على ساحل اليمن... المزيد
  • 11:51 . السعودية تطالب قوات تدعمها أبوظبي بالخروج من حضرموت بعد السيطرة عليها... المزيد
  • 01:26 . "التوطين": أكثر من 12 ألف بلاغ عمالي سري خلال تسعة أشهر... المزيد
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد

«فاقد الشيء.. هل يعطيه؟!»

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 15-09-2016


لا يوجد ما هو أسوأ من إلغاء الموعد بعد وصول الطعام، ولكن قبل البدء في تناوله، الجلسة لم تبدأ بعد! هذه الحالة (التصرف) تتسبب في حالة عامة من الإحباط، خصوصاً أن الاعتذار لصاحب المكان لم يعد ممكناً، فلو كنت في منزل أحدهم فستعتبر إهانة من نوع ما، ولو كنت في مطعم فستواجهك عبارة: مش لازم تاكل، بس ادفع! لذا فقد كانت نظرتي تقول له بوضوح: مش لازم تاكل، بس ادفع! هو الذي اتصل بي منذ ساعتين واعداً إياي بجلسة جميلة، بناء على أنه ذهب بزوجته التي يعاني معها مشكلات أسرية إلى ما يعرف بخبيرة «علاقات أسرية»، لكن وبعد وصول الطعام مباشرة اتصلت به زوجته لتخبره بأن الخبيرة غير موجودة، وأن عليه العودة لأخذها، سألته مستغرباً عدم وجود الخبيرة رغم أنه قد جاء من مدينة بعيدة نسبياً، فوضح لي الأمر: بأن لدى الخبيرة جلسة استماع مع طليقها!

لا يوجد من يحب أن يأخذ الشيء إلا من فقده مثلنا.. نحب أن نذهب باستفساراتنا الصحية إلى المخضرمين من الموشوكين على مغادرة هذه الحياة في أي لحظة، بل وقد تأخذ الحماسة أحدهم فيحلف لك بأن فلاناً فطرته صافية، لم يزر طبيباً طوال حياته، لتكتشف بعد تناولك الدواء الخاطئ لأشهر عدة بأنه لم يزر طبيباً، لأنه لا يتقن القراءة أصلاً، فلا يستطيع ملء استمارات الطبيب!

ما الذي يختلف فيه من يطلب الأمر من غير أهله عن أولئك البسطاء في دول إفريقيا الوسطى، الذين يذهبون إلى مشعوذين في أقصى القرى المتهالكة، ويدخلون إلى بيوت قذرة ومهلهلة، يجلس في أقصى زواياها ساحر تبدو عليه علامات سوء التغذية واضحة، وحين تسألهم عن سبب زيارتهم له، يجيبونك بكل ثقة: نحن هنا لكي يدلنا إلى طريق السعادة الحقيقي!

ولا يختلف ذلك عن من يأخذ دينه من شخص متجهم الوجه، لا يعرف الابتسامة ولا الأسلوب الحسن، ولا يعرف من الدين إلا ما يعرفه الأعراب الأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله، فيجالسه ويخالطه، ويتشرب غدره وتنفيره من العقيدة السمحة، ثم يخلع عليه لقباً دينياً رصيناً، وهو لا يعلم بأن سبب الذين اهتزت قناعاتهم من ورائه، أكثر من سبب الذين (اهتدوا) على يديه!

هل الخبرة وحدها تكفي؟ ربما في حلالات معينة.. كأن يذهب الطلبة إلى ذلك الطالب الذي أعاد الثانوية العامة خمس مرات، لسؤاله عن نوعية الأسئلة التي تأتي عادة في مادة الكيمياء، بالطبع هذه النوعية تضرب على صدرها، وتؤكد أن لديها خبرة خمس سنوات في هذا الأمر، لكن ما ينساه الجميع هو أنه فعلاً يحفظ الأسئلة، لكن هناك مشكلة بسيطة، هي أنه لا يعرف الإجابات المناسبة لها! وما ينطبق على الأشخاص الحمقى ينطبق على المؤسسات والمجتمعات والدول، لا تستنسخ لي قوانين بالية من دول معروفة بفشلها الذريع إدارياً، وتخلفها مهنياً، وفوضويتها في الأداء، ثم تقول لي إنه قانون معمول به في المكان الفلاني منذ 50 سنة! لو كان في هذه القوانين والإجراءات غير.. لأفادتهم قبل أن تفيدنا!

على كل حال: مش لازم تاكل! بس ادفع!