أحدث الأخبار
  • 06:15 . غالبيتهم أطفال.. الخارجية السودانية: ارتفاع قتلى هجوم الدعم السريع على كدفان إلى 79 مدنيا... المزيد
  • 01:10 . كيف تحافظ أبوظبي على قربها من الولايات المتحدة بينما تتحاشى مواجهتها؟... المزيد
  • 12:50 . جيش الاحتلال يشن غارات عنيفة وينسف مباني سكنية بأنحاء متفرقة من غزة... المزيد
  • 12:46 . قتلى في تبادل لإطلاق النار على الحدود الأفغانية الباكستانية ليل الجمعة... المزيد
  • 12:40 . بينها الإمارات.. دول عربية وإسلامية ترفض حديث "إسرائيل" بشأن معبر رفح... المزيد
  • 12:20 . نيويورك تايمز: سيطرة الانتقالي على حضرموت تكشف مساعي أبوظبي لبناء هلال بحري على ساحل اليمن... المزيد
  • 11:51 . السعودية تطالب قوات تدعمها أبوظبي بالخروج من حضرموت بعد السيطرة عليها... المزيد
  • 01:26 . "التوطين": أكثر من 12 ألف بلاغ عمالي سري خلال تسعة أشهر... المزيد
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد

أميركا بين الديمقراطية والانقلاب

الكـاتب : عبد العزيز الحيص
تاريخ الخبر: 01-08-2016


تصدير الديمقراطية سلعة أميركية، والانقلاب عليها أيضا سلعة أميركية بامتياز. في النصف الثاني من القرن العشرين، كان الملف الأميركي واضحاً في دعم الانقلابات حول العالم، ويعدد ويليام بلوم في كتابه «قتل الأمل»، ما يقارب أربعين انقلابا وتغييرا لحكومات وقفت خلفها الولايات المتحدة، منذ دعم الانقلاب على محمد مصدق في إيران في 1953، ويستثني من هذا العدد الانقلابات التي لم تنجح، أو التي لم يثبت وقوف المخابرات الأميركية ورائها.
هذا التناقض في دعم الانقلاب والديمقراطية، هو الذي دفع الرئيس التركي أردوغان الأسبوع الماضي إلى السخرية من هذا التناقض، حين وبخ الجنرال الأميركي الذي تكلم في شأن الانقلاب وحبس العسكريين الأتراك، قائلاً له: عليك أن تقدم الشكر لتركيا التي دحرت الانقلاب، باسم الديمقراطية التي تمكنت من دحر الانقلابيين، عوضا عن الاصطفاف بجانبهم.
لم يعد الأمر كما كان في السابق، لقد تبقى لأميركا فقط أن تكون صادقة في دعم الديمقراطية والحقوق، لأن هذه شؤون سياسية سليمة، أما دعم الانقلاب فستفشل فيه، لأنه غير سياسي، والشعوب اليوم بفضل الإنترنت وشفافيته، أصبحت تلاحظ جيدا ما هو سياسي، وما هو غير سياسي. فحالة مثال تركيا اليوم وقبله عدة أمثلة في أميركا اللاتينية، تؤكد صعوبة أن تتلاعب أميركا بالدول كما السابق.
من حسنات الديمقراطية واحترام رأي الشعوب، أنها تعزز استقلال الدول، في منتصف العام 2013 اجتمع رؤساء خمس دول لاتينية في مونتيفيدو، عاصمة الأوروجواي، موجهين رسالة شديدة اللهجة للولايات المتحدة وأوروبا، على خلفية منع دول أوروبية طائرة رئيس بوليفيا إيفو موراليس من المرور، بعد اشتباه أنها تقل إدوارد سنودن العميل الأميركي السابق الذي كشف فضيحة تجسس أميركا على العالم، قال أحد هؤلاء القادة: إن على أوروبا أن تعرف من هو التابع الآن (في إشارة إلى تبعية أوروبا لأميركا)، كما أصدر القادة بياناً، ذكروا فيه أن أميركا تتجسس على العالم، ليس بهدف ملاحقة الإرهاب، وإنما لمعرفة المخططات المالية والعلمية للدول.
إن التخوف في تركيا اليوم من وجود انقلاب آخر مبرر، فأميركا بعد انقلابات فاشلة، أعادت الكرة في زمن قصير، كما حدث سابقا في تركيا نفسها، والإكوادور، وبوليفيا. لكن محاولات أميركا ضد إرادة الشعوب تقل حظوظها اليوم، قبل أردوغان الآن كانت هناك محاولات أميركية ضد الرئيس مادورو في فنزويلا لكنها بقيت معزولة وضعيفة، واليوم يشكل مادورو مع نظيريه البوليفي إيفو موراليس، والإكوادوري رافائيل كوريا، تحالفاً جريئا في وجه هيمنة الولايات المتحدة، وبقية الدول اللاتينية داعمة أكيدة لهم.
يؤكد الروائي الأوروجوياني الرائع إدوارد غاليانو، في كتابه «الشرايين المفتوحة لأميركا اللاتينية: خمسة قرون من نهب قارة»، أن أميركا اللاتينية منذ تم اكتشافها قبل خمسمائة عام، كانت قد تخصصت في أن تخسر فقط! كانت خاضعة وتخسر كل ما لديها لجيب المستعمر، فقط حين أتت الديمقراطية قبل فترة قصيرة، تعافت هذه الدول. ولا يتعلق الأمر بالثروة فقط، بل بالكرامة أيضاً، يشير كاتب يدعى جريغ جراندين، إلى غياب منطقة واحدة في العالم من قائمة العار، قائمة البقع السوداء (وتعني الدول التي فيها سجون سرية وتسلم المختطفين للمخابرات الأميركية)، وهذه المنطقة هي أميركا اللاتينية، لأنها مستقلة ولم تعد تخضع. لا شيء مثل الديمقراطية يعزز استقلال الشعوب، ولا شيء مثل الانقلاب والخضوع للعسكر، يجدد التبعية والخضوع.;