أحدث الأخبار
  • 06:15 . غالبيتهم أطفال.. الخارجية السودانية: ارتفاع قتلى هجوم الدعم السريع على كدفان إلى 79 مدنيا... المزيد
  • 01:10 . كيف تحافظ أبوظبي على قربها من الولايات المتحدة بينما تتحاشى مواجهتها؟... المزيد
  • 12:50 . جيش الاحتلال يشن غارات عنيفة وينسف مباني سكنية بأنحاء متفرقة من غزة... المزيد
  • 12:46 . قتلى في تبادل لإطلاق النار على الحدود الأفغانية الباكستانية ليل الجمعة... المزيد
  • 12:40 . بينها الإمارات.. دول عربية وإسلامية ترفض حديث "إسرائيل" بشأن معبر رفح... المزيد
  • 12:20 . نيويورك تايمز: سيطرة الانتقالي على حضرموت تكشف مساعي أبوظبي لبناء هلال بحري على ساحل اليمن... المزيد
  • 11:51 . السعودية تطالب قوات تدعمها أبوظبي بالخروج من حضرموت بعد السيطرة عليها... المزيد
  • 01:26 . "التوطين": أكثر من 12 ألف بلاغ عمالي سري خلال تسعة أشهر... المزيد
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد

حِكَم الصالحين

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 24-06-2016


ما أحوجنا في هذه الأيام المباركة للاقتراب من حياة الصالحين، والتعرف على النماذج المضيئة من أسلافنا الذين استمدوا نزعتهم المعرفية والعلمية وحكمتهم الفلسفية وأفعالهم السلوكية من روح الإسلام، وملؤوا بها الأرض نوراً وفضلاً وتقوى وحكمة.. حتى بلغت أنوارهم آفاق العالم. ولن نستطيع هنا أن نوفيهم حقهم، لكننا نحاول أن نستخلص من أقوالهم وأفعالهم بعض المعاني والحكم، لعل ذلك يرشدنا للطريق المستقيم.

حينما سئل التابع الجليل حاتم الأصم: كيف تخشع في صلاتك؟ كانت إجابته خارطة طريق لمن يريد إتقان الخشوع في صلاته، حيث قال: أقوم فأكبر للصلاة وأتخيل الكعبة أمام عيني، والصراط تحت قدمي، والجنة عن يميني، والنار عن شمالي، وملك الموت ورائي، وأن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يتأمل صلاتي، وأظنها آخر صلاة لي، فأكبر الله بتعظيم، وأقرأ وأتدبر، وأركع بخضوع، وأسجد بخضوع، وأجعل صلاتي لإظهار الخوف من الله عز وجل ورجاء رحمته، وأتبع ذلك الإخلاص، ثم أسلم ولا أدري أقبلت أم لا.

ونجد مثل هذا الورع أيضاً عند أحد العارفين بالله، وهو ميمون ابن مهران الذي كان إذا سمع القرآن ارتعدت فرائصه ووجل قلبه وغشيه الخوف من ربه، حيث يقول: إن الذي يحفظ القرآن الكريم ولا يتقرب بقراءته لله تعالى، فإن القرآن لا يبقى ساطعاً في صدره ولا مضيئاً في جوانحه. وقد قسم القراء إلى أربع فئات: فئة تلتمس من قراءته الأجر وعرض الدنيا، وفئه تريد أن تجادل به، وفئة تباهى بأنها من حفاظه، أما الفئة الرابعة فتتعلمه وتطيع به الله عز وجل وتتقرب إليه، وهي خير هذه الفئات.

أما سفيان الثوري، الذي كان حريصاً على إبقاء قلبه نظيفاً من حب الدنيا ونفسه طاهرة من الكبر والزهو والخيلاء والفخر والرياء، فكان عندما يجلس للدرس ويجد أن الآذان تتعلق بمنطقه الرائع والقلوب تتوله لمعانيه النفيسة والأعين تمتد إليه ولا تريد أن تفوتها حركة من حركاته، حيث يسكت الناس وكأن على رؤوسهم الطير، فيجد سفيان لذلك أثراً من الارتياح في نفسه، لكن سرعان ما يعتريه الخوف من أن يكون ذلك إعجاباً أو فخراً أو خيلاء.. فيستغفر الله ويطوي أوراقه ويقول كلمته: «أُخذنا ونحن لا نشعر». وعندما سئل: لماذا لا يجلس للعلم، قال: والله لو علمت أنهم يريدون بالعلم وجه الله تعالى لأتيتهم في بيوتهم وعلمتهم، لكنهم يريدون به المباهاة وقولهم حدثنا سفيان الثوري.

وكان العالم الجليل الحسن البصري إذا فرغ من حديثه وأراد النهوض من مجلسه، يقول: اللهم طهر قلوبنا من الكبر والنفاق والرياء والسمعة والريبة والشك في دينك، يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك واجعل ديننا الإسلام القيم.

وحينما سئل العالم الورع الفضيل بن عياض التميمي عن أسباب إجابة الدعاء، قال: لو خلا قلبك من أي شيء حتى لا يكون فيه مكان لغير الله سبحانه وتعالى، لم تسأله شيئاً إلا أعطاك إياه. لأن الله لا يستجيب دعاء ذي قلب غافل، ولأن الذنوب -كما يقول مجاهد بن جبر- تحيط بالقلوب كقبضة اليد. وإن محبة الله عند أبوبكر الشبلي تشبه كأساً لها وهج، إن استقرت في الحواس قتلت، وإن سكنت في النفوس أسكرت، فهي سر في الظاهر ومحبة في الباطن، لذلك يقول الشيخ الشعراوي: إذا أردت رؤية الدنيا بعد موتك فانظر إليها بعد موت غيرك وكيف نسيه الآخرون، لكي تجعل حياتك «كلها لله»، فهو الوحيد الذي لا يَنسى وأحسِنْ علاقتك معه فهو الوحيد الذي لا يفنى.