أحدث الأخبار
  • 06:15 . غالبيتهم أطفال.. الخارجية السودانية: ارتفاع قتلى هجوم الدعم السريع على كدفان إلى 79 مدنيا... المزيد
  • 01:10 . كيف تحافظ أبوظبي على قربها من الولايات المتحدة بينما تتحاشى مواجهتها؟... المزيد
  • 12:50 . جيش الاحتلال يشن غارات عنيفة وينسف مباني سكنية بأنحاء متفرقة من غزة... المزيد
  • 12:46 . قتلى في تبادل لإطلاق النار على الحدود الأفغانية الباكستانية ليل الجمعة... المزيد
  • 12:40 . بينها الإمارات.. دول عربية وإسلامية ترفض حديث "إسرائيل" بشأن معبر رفح... المزيد
  • 12:20 . نيويورك تايمز: سيطرة الانتقالي على حضرموت تكشف مساعي أبوظبي لبناء هلال بحري على ساحل اليمن... المزيد
  • 11:51 . السعودية تطالب قوات تدعمها أبوظبي بالخروج من حضرموت بعد السيطرة عليها... المزيد
  • 01:26 . "التوطين": أكثر من 12 ألف بلاغ عمالي سري خلال تسعة أشهر... المزيد
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد

السباق الروسي- الأميركي لاستقطاب إيران

الكـاتب : عبد الوهاب بدرخان
تاريخ الخبر: 31-05-2016


لم يعد هناك شك في أن إيران باتت الثابت في سياسة إدارة باراك أوباما، على رغم تناقضاتهما وما مرّت به علاقتهما من مواجهات وتحدّيات، أما الالتزامات الأميركية تجاه دول الخليج، الحليفة الدائمة، فصارت من المتحوّلات. خلال عهد أوباما أجرت واشنطن ما يشبه غسيل دماغ ذاتي أدى عملياً إلى مسح كل المآخذ على نظام طهران، فطبيعته ومرتكزاته وممارساته داخلياً وخارجياً لم تعد معايير لتقويمه، بل إن المعيار الوحيد هو ما لديه من قوة عسكرية وما استطاعه من تخريب وانقسامات داخل بلدان محيطه العربي. وخلال عامين من التفاوض على الاتفاق النووي، ثم طوال الشهور العشرة التي تلت توقيعه، كان ولا يزال هناك حرص أميركي على عدم تعريض «إنجازات» إيران لأي مساءلة، ما شجّعها أخيراً على مضاعفة ظهورها في الواجهة في العراق وسوريا ولبنان، وعلى تطوير دورها في أفغانستان.

ليست في الأجندة الأميركية الحالية أي مطالبة علنية بتغيير سلوك النظام الإيراني، وفقاً لخطاب تردّد في واشنطن على مدى ثلاثة عقود على الأقل وكان في بعض الأحيان يتبنّى تغيير النظام نفسه، ولا وفقاً لتطلعات عربية حدّها الأقصى وقف التدخلات الإيرانية، ولعل ما كرّسه أوباما هو العكس بتكييف سياسته لتتلاءم مع قبول إيران كما هي والتعايش مع تغوّلها، وحتى الاعتراف غير المعلن بمكاسبها على حساب المصالح العربية، إلى حدّ توقّعه أن يعترف العرب بالأمر الواقع الذي فرضته إيران. فهذا هو «التوازن» الإقليمي، كما تراه واشنطن، وهذا هو جوهر الدعوة إلى «تقاسم» عربي- إيراني للنفوذ في المنطقة العربية، سواء حيث يملك أتباعها «أرجحية» ديموغرافية ولو محدودة (العراق)، أو حيث لا يملكونها (سوريا ولبنان).

يُضاف إلى ذلك أن واشنطن ترمي إلى معاودة استقطاب إيران، آخذة في الاعتبار أن الأخيرة أقامت ما يشبه محورَين استقطابيَين مع روسيا والصين فيما كانت الدولتان تتموضعان لمواجهة الولايات المتحدة وإضعاف قطبيتها الوحيدة. ولذلك يبدو أوباما كمن أجرى مراجعة لمجمل السياسة الأميركية تجاه «الجمهورية الإسلامية» منذ نشوئها، واستخدم منظارَي موسكو وبكين ليستكشف «المقوّمات» الإيرانية، فانتهى مستخلصاً أنه إزاء «دولة عظمى» إقليمية تستحق معاملة خاصة حتى لو تطلّب الأمر سكوتاً على انتهاكاتها ومخالفاتها. وقد قاده هذا التقويم، مثلاً، إلى التغاضي عن مشاركة قاسم سليماني ومليشياته العراقية «شريكاً» في معركة الفلّوجة على رغم مخاطر تأجيج الصراع الطائفي، وإلى اعتماد توازن واضح الاختلال بين وجود إيران ومليشياتها على الأرض السورية وبين «الدعم» الذي يقدمه بعض الدول الخليجية لفصائل المعارضة. وحتى في اليمن كان نهج «المجاملة» الذي اتّبعته واشنطن حيال النفوذ الإيراني أشبه بحافز للحوثيين كي ينقلبوا على الحكومة الشرعية ويجتاحوا البلد ويقيموا بنية عسكرية لتشكيل خطر مباشر على السعودية.

وما دامت الولايات المتحدة توظّف حالياً تنظيم «داعش» لتغطية قيادتها وإدارتها «الحرب على الإرهاب»، فإنها تمتنع على نحو صارم عن أي إثارة لدور إيران في إدامة أنشطة تنظيم «القاعدة» وتسليحه وتقديم تسهيلات لوجستية إليه، أو لدورها في نشأة «داعش» في العراق ثم توجيهه إلى سوريا لاختراق مناطق المعارضة قبل أن يصبح مشاعاً مفتوحاً لأجهزة استخبارية من كل حدب وصوب. وهناك في واشنطن من يقول إن أميركا ليست متعامية وإنما هي تحتفظ بملفاتها عن الإرهاب وغيره لتستخدمها لاحقاً لفرض شروطها حين تبدأ عملية «التطبيع» مع إيران. أي أنها تعتبر كل الدم والدمار في سوريا والعراق وغيرهما مجرد أوراق مساومة بينها وبين طهران، في طريقهما إلى مساومتهما الكبرى التي لن يكون أوباما في البيت الأبيض ليديرها، لكن سلوكه التنازلي وضع محدّدات لمن سيخلفه.

في مختلف الأحوال، وطالما أن «الحرب على الإرهاب» والأزمات العربية ستستمرّ في تشكيل «مصلحة» أميركية، فإن أي رئيس أميركي جديد سيواصل نهج الأسلاف في اعتبار أي نزاع إقليمي أداة وفرصة للاستغلال، وبالتالي فلا داعي لإخماده. ولاشك أن هذا سيسري على الصراع العربي مع إيران، وخصوصاً أن المرحلة المقبلة ستشهد تنافساً أميركياً- روسياً على استقطاب إيران، وستكون البداية في تسويات -الأمر الواقع للأزمات الساخنة التي ساهمت إيران في إشعالها (العراق وسوريا -بالإضافة إلى لبنان؟)، وربما تميل الدولتان الكُبريان إلى وضعها في سلة واحدة، وإذا أرادتا إرضاء إيران في هذه التسويات فلابدّ لهما من اعتبار جملة مبادئ (عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، واحترام السيادة، وحسن الجوار وسيادة القانون الدولي) ساقطة نهائياً.