أحدث الأخبار
  • 06:15 . غالبيتهم أطفال.. الخارجية السودانية: ارتفاع قتلى هجوم الدعم السريع على كدفان إلى 79 مدنيا... المزيد
  • 01:10 . كيف تحافظ أبوظبي على قربها من الولايات المتحدة بينما تتحاشى مواجهتها؟... المزيد
  • 12:50 . جيش الاحتلال يشن غارات عنيفة وينسف مباني سكنية بأنحاء متفرقة من غزة... المزيد
  • 12:46 . قتلى في تبادل لإطلاق النار على الحدود الأفغانية الباكستانية ليل الجمعة... المزيد
  • 12:40 . بينها الإمارات.. دول عربية وإسلامية ترفض حديث "إسرائيل" بشأن معبر رفح... المزيد
  • 12:20 . نيويورك تايمز: سيطرة الانتقالي على حضرموت تكشف مساعي أبوظبي لبناء هلال بحري على ساحل اليمن... المزيد
  • 11:51 . السعودية تطالب قوات تدعمها أبوظبي بالخروج من حضرموت بعد السيطرة عليها... المزيد
  • 01:26 . "التوطين": أكثر من 12 ألف بلاغ عمالي سري خلال تسعة أشهر... المزيد
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد

ازدواجية!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 31-03-2016


في السلوك المتناقض نقول سلوكيات، وفي التطبيق الأخلاقي المتناقض نقول ازدواجية معايير، وفي اتخاذ جنسيتين أو أكثر للشخص نتحدث عن ازدواجية الجنسية أو الانتماء، وهناك ازدواجية اللغة وازدواجية الشخصية والفكر و... غيرها من حالات الازدواج، التي قد يكون بعضها نتاجاً طبيعياً لظروف ثقافية وسياسية مثلاً، كازدواجية الجنسية في حالات الكوارث والنكبات، وازدواجية اللغة كما في البلدان التي خضعت لاحتلالات طويلة حاول المحتل خلالها اجتثاث ثقافة ولغة الشعوب التي سيطر عليها لصالح لغته وثقافته.

في عالمنا نعاني بشكل أو بآخر؛ فكثيرون ممن حولنا ينتمون لعالم اليوم، تراهم يتسابقون لاقتناء وركوب أحدث وأفخم موديلات السيارات، الساعات، الثياب، يركبون الطائرات ويسكنون أرقى الفنادق الأوروبية، يجلسون في أكثر المقاهي والمراكز التجارية بذخاً وانتماء للفكرة الرأسمالية في أوضح تجلياتها الاقتصادية، لا يقرأون ولا تحوي أدمغتهم إلا ما حفظوه أيام المدرسة؛ لكنهم إذا ما رأوك تدخل مقهى أو مطعماً في أحد فنادق الدولة لتتناول الغداء مع أهلك صرخوا فيك: (هذا مكان فيه منكر!).

وإذا قرأت كتاباً نظروا إليه بازدراء، فهذا كتاب يجب حرقه لما يحويه من الفواحش، مع أنهم لم يقرأوه أصلاً، وإذا استمعت إلى أغنية جميلة، شمروا أكمامهم وبدأوا يسلقون السامع بألسنة حداد؛ فهو لا يصح أو مما اختلف فيه الفقهاء، وهم في حقيقة الأمر أكثر بعداً عما اتفق عليه الفقهاء. هكذا حالهم؛ يوزعون تهم الكفر والفجور والفواحش والانحراف وكأنهم يوزعون صدقات مجانية.

صحيح أن ازدواجية المعايير قضية خطيرة؛ لأن الكيل بمكيالين نوع من التحيز، وهي ممارسة ظالمة تنتهك مبدأ العدالة الذي يقوم على أساس افتراض أن نفس المعايير ينبغي أن تطبق على جميع الناس، لكن من قال إن ازدواجية الشخصية التي يعاني منها كثيرون لا تضعنا في الحالة نفسها، وإنها تربكنا اجتماعياً وتخلخل نظرتنا للعالم وعلاقاتنا ببعضنا؟ وتأملوا حين تبتلى المؤسسات بمديرين ومسؤولين يعانون من الازدواجية ويطبقون أحكاماً على الناس والموظفين هم أبعد ما يكونون عن تطبيقها أو الالتزام بها لمجرد قناعاتهم الشخصية!

هناك تربية يتلقاها البعض، سواء في المنزل أو عن طريق الأفكار التي تتسرب إليهم من جهات مختلفة تسهم في وجود هذا الخلل القيمي لديهم. وهنا نسأل عن دور مناهج التربية في إصلاح هذا الخلل وتقويمه؛ ففي زمن مضى كنا ندرس الموسيقى في المدرسة والفلسفة والمنطق واللغة الفرنسية، وهي علوم لها دور كبير في البناء الثقافي والذهني رغم محدودية الحصص المخصصة لها، حين منعت لأسباب سطوة التيار الديني نهضت الأفكار التي ترى في كل شيء كفراً وفجوراً وغير ذلك، الأمر بحاجة لمناقشة جادة فعلاً.