أحدث الأخبار
  • 06:15 . غالبيتهم أطفال.. الخارجية السودانية: ارتفاع قتلى هجوم الدعم السريع على كدفان إلى 79 مدنيا... المزيد
  • 01:10 . كيف تحافظ أبوظبي على قربها من الولايات المتحدة بينما تتحاشى مواجهتها؟... المزيد
  • 12:50 . جيش الاحتلال يشن غارات عنيفة وينسف مباني سكنية بأنحاء متفرقة من غزة... المزيد
  • 12:46 . قتلى في تبادل لإطلاق النار على الحدود الأفغانية الباكستانية ليل الجمعة... المزيد
  • 12:40 . بينها الإمارات.. دول عربية وإسلامية ترفض حديث "إسرائيل" بشأن معبر رفح... المزيد
  • 12:20 . نيويورك تايمز: سيطرة الانتقالي على حضرموت تكشف مساعي أبوظبي لبناء هلال بحري على ساحل اليمن... المزيد
  • 11:51 . السعودية تطالب قوات تدعمها أبوظبي بالخروج من حضرموت بعد السيطرة عليها... المزيد
  • 01:26 . "التوطين": أكثر من 12 ألف بلاغ عمالي سري خلال تسعة أشهر... المزيد
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد

معايير الكمال وصناعة المجاعة!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 07-03-2016


لا شك أننا نعيش حالة من الرفاه المادي ويسر العيش، نحمد الله عليها ليل نهار، كل شيء متوفر، كل الخدمات ممتازة، ولا أحد يشكو من أمر يخص شؤونه اليومية: الطرقات، الماء، الكهرباء، خدمات الاتصال، النظافة، المواصلات، الغذاء، العمل، التعليم، الصحة... إلخ، لا نتحدث عن الكمال ولا عن المثالية، لكننا نعيش رفاهية حقيقية ووفرة في كل شيء وهذا ما لا يمكن لأحد أن يجادل فيه، أو يشكك فيه، الأمر يحتاج إلى كثير من الشكر وتحاشي الهدر.. كما يحتاج إلى حسّ إنساني من نوع خاص!

بحسب منظمات الصحة والأغذية العالمية، فإن 800 مليون إنسان جائع يعيشون معنا على نفس الكوكب، وبحسب اقتصادات السوق العالمية وأرقامها فإن العالم ينتج ما يكفي لإطعام الكوكب، إذاً كيف تنتج المجاعات؟ الخطأ ليس في أن الأرض قاصرة عن إطعام سكانها، لكن في أن الإنسان صنع بإصراره وبميوله الجشعة حالة توزيع مختل للثروة حرم بموجبها ثلث سكان الأرض من الطعام.

وألقى بهم على تخوم الجوع والمرض والموت، كما وضع معايير مثالية للمنتجات يتم على أساسها إتلاف المنتجات المخالفة ليموت ملايين الناس ببساطة! بينما هناك ما يكفي لإنقاذهم بقليل من الإنسانية والعقلانية!

الحل يكمن في توجيه الثروة المهدورة من الخضروات والفواكه لإطعام هؤلاء، وبحسب أرقام المنظمات العالمية أيضاً فإن ثلث إنتاج العالم من الغذاء يتم إعدامه والتخلص منه لغير سبب وجيه سوى أنه لا يتماشى مع معايير السوق التي تشترط التناسق والتماثل وعدم وجود أي عيب أو تشوّه مهما كان صغيراً في شكل الفاكهة أو الخضروات.

لقد أكدت إحصاءات منظمات الغذاء أن هذه الكمية (المشوّهة) من الفاكهة والخضروات كافية لإطعام ضعفي عدد الجياع في العالم.. فقط لنتخيل كمية ومقدار الهدر الذي يمارسه الإنسان (المتحضر) في هذا العالم!!

تقول الأرقام الخفية أيضاً إن هذه الكمية المهدرة تحتاج سنوياً من أجل إنتاجها إلى ما يوازي كمية مياه نهر الفولغا العظيم أغزر أنهار أوروبا من حيث المياه، إضافة إلى كميات مهولة من الحبوب والأسمدة وساعات العمل والمزارعين، لكن ذلك يتلف ببساطة، لأن حبة الطماطم ليست مستديرة كما نحب، أو لأن ثمار اليوسفي ليست بالطعم المطلوب.

هذه القضية الخطيرة استدعت من مجلة ناشيونال جيوغرافيك الدولية، فتح ملف حول الوفر، والهدر الممكن تلافيه بأشكال متحضرة وواعية تجعل الإنسان يطور معاييره الإنسانية للطعام ولكارثة الجوع ليتمكن من قبول استهلاكها شخصياً أو توظيفها لصالح الجياع، فالكوكب مقبل على كارثة شح موارد بسبب هذا الهدر الذي نمارسه جميعاً كل لحظة، معتمدين على مسألة أننا بلاد خير ونعمة ورفاه.

 حسناً، علينا أن نفهم أن الهدر والتبذير أمر غير مقبول أخلاقياً ولا دينياً، وعليه لا بد من الانتباه جيداً!