أحدث الأخبار
  • 01:10 . كيف تحافظ أبوظبي على قربها من الولايات المتحدة بينما تتحاشى مواجهتها؟... المزيد
  • 12:50 . جيش الاحتلال يشن غارات عنيفة وينسف مباني سكنية بأنحاء متفرقة من غزة... المزيد
  • 12:46 . قتلى في تبادل لإطلاق النار على الحدود الأفغانية الباكستانية ليل الجمعة... المزيد
  • 12:40 . بينها الإمارات.. دول عربية وإسلامية ترفض حديث "إسرائيل" بشأن معبر رفح... المزيد
  • 12:20 . نيويورك تايمز: سيطرة الانتقالي على حضرموت تكشف مساعي أبوظبي لبناء هلال بحري على ساحل اليمن... المزيد
  • 11:51 . السعودية تطالب قوات تدعمها أبوظبي بالخروج من حضرموت بعد السيطرة عليها... المزيد
  • 01:26 . "التوطين": أكثر من 12 ألف بلاغ عمالي سري خلال تسعة أشهر... المزيد
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد
  • 06:39 . معركة النفوذ في حضرموت.. سباق محتدم بين أبوظبي والرياض... المزيد

حصاد 2015 وآفاق 2016

الكـاتب : محمد العسومي
تاريخ الخبر: 31-12-2015


بحلول نهاية هذا اليوم ينقضي عام صعب اقتصادياً على كافة بلدان العالم تقريباً، وهذه حالة استثنائية، إذ عادة ما تكون «مصائب قوم عند قوم فوائد»، إلا أن هذا العام توالت المصائب على الجميع ولم تستثن أحداً. والبداية تأتي عادة من الطرف الأقوى في الاقتصاد العالمي، فالاتحاد الأوروبي عانى في هذا العام من أزمة كادت تقضي على منطقة «اليورو» برمتها بسبب أزمة اليونان وتأزم اقتصادات إيطاليا وإسبانيا والبرتغال والتي لا زالت تتنفس بصعوبة لعلها تخرج من غرفة إنعاش الركود الرابض على أنفاسها منذ الأزمة المالية في عام 2008.

أما الولايات المتحدة الأميركية، فإنها تمكنت من خلال سياسة التسيير الكمي، التي انتهت عملياً، تأجيل أزماتها والخروج من حالة الركود مؤقتاً، وبالتالي تبدو أفضل حالاً من البلدان الأوروبية رغم أن تحت الرماد هناك جذوة ملتهبة تتعلق بهيكلة الاقتصاد الأميركي ذاته المعتمد على القروض التي تتنامى بسرعة كبيرة.

ولم تسلم من الأزمات في هذا العام اقتصادات الدول الناشئة، والتي تحاشت إلى حد بعيد معظم تبعات الأزمة المالية العالمية، إلا أن اقتصاداتها عانت أكثر من غيرها في الشهور الماضية، فالنمو الصيني تباطأ وعانت البورصة من شبه انهيار، في حين دخلت البرازيل رسمياً في ركود عميق، وانهارت العملة الروسية «الروبل» وانخفضت مثيلتها التركية بنسبة كبيرة وتراجعت احتياطيات الهند من العملة الأجنبية بمقدار 1.4 مليار دولار.

وودعت أسعار النفط أحد عصورها الذهبية لتترك الاقتصادات النفطية في حالة من الارتباك والعجوزات المالية بعد أن انهارت الأسعار ولا زالت عند أدنى مستوياتها منذ عام 2004، مما يعني أن على دول النفط أن تواجه عاماً صعباً يتطلب اتخاذ العديد من الإجراءات المالية، علماً بأن هذه الصعوبات ستتفاوت بين بلد وآخر، فالبلدان التي تتمتع باحتياطيات مالية ونقدية كبيرة ستكون أكثر قدرة على مواجهة تراجع عائداتها النفطية.

وإذا أخذنا البلدان النامية، فحدث ولا حرج، علماً بأن ما خفف من وطأة الأزمات عليها هو انخفاض أسعار النفط، والتي أدت إلى انخفاض قيمة وارداتها، وبالتالي ساعدت كثيراً على تأقلمها مع الأزمات الاقتصادية التي توالت في عام 2015 وجنبت بعضها انهياراً اقتصادياً محتملاً.

واشتركت كافة الدول في التراجعات الحادة لأسواقها المالية «البورصات» في تناقم متزامن، وكأن هذه البورصات تعزف سيمفونية الانخفاض تحت قيادة «مايسترو» فذ يقوم بتوزيع أدوار العزف بحنكة واقتدار في قطعة موسيقية حزينة كلفت المستثمرين مئات المليارات من الدولارات.

ولكن ماذا بشأن العام الجديد الذي يحتفل العالم أجمع بليلته الأولى هذا المساء، في الحقيقة لا تبدو الصورة وردية، فصندوق النقد الدولي خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي من 3.5% إلى 3.4% إذ لا نستبعد أن يقوم بتخفيضات جديدة لنسبة النمو هذه، ففي بداية العام ستستمر حالة عدم الاستقرار الاقتصادي والمالي والتذبذبات الحادة في أسعار النفط والسلع مع ما يرافقها من مضاربات وجني أرباح وخسائر وانعكاسات وتداعيات، مما يترتب على جميع الدول والمؤسسات الاقتصادية التعامل معها كل وفق فهمه ورؤيته وتحليلاته الصحيحة لهذه التطورات المعقدة والمحتملة في عام 2016.

وبما أن الأوضاع الجيو – سياسية غير مستقرة بدورها، فإنه سيكون لها انعكاسات سلبية ستساهم في تعميق الأزمات وستزيد من تعقيداتها في العام القادم، مما يتطلب أخذ هذه التطورات الاقتصادية والسياسية والأمنية بعين الاعتبار للتخفيف من حدة الانعكاسات السلبية للتوقعات الخاصة بالتقلبات الاقتصادية، وهو أمر في غاية الأهمية ليس للحفاظ على الحد الأدنى من النمو الاقتصادي فحسب، وإنما لدعم الاستقرار الذي يعد أمراً رئيسياً لاستقطاب رؤوس الأموال، وتجنب الركود وتحسين الأوضاع الاقتصادية في العام الجديد، حيث يسعدنا أن نقدم هنا أجمل التهاني للجميع ونتمنى أن يجعله الله عاماً للحد من الأزمات، وأن يعم ربوع الأرض السلام والأمن والاستقرار.