أحدث الأخبار
  • 11:51 . السعودية تطالب قوات تدعمها أبوظبي بالخروج من حضرموت بعد السيطرة عليها... المزيد
  • 01:26 . "التوطين": أكثر من 12 ألف بلاغ عمالي سري خلال تسعة أشهر... المزيد
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد
  • 06:39 . معركة النفوذ في حضرموت.. سباق محتدم بين أبوظبي والرياض... المزيد
  • 06:22 . روائية أمريكية بارزة تقاطع "مهرجان طيران الإمارات للآداب" بسبب الحرب في السودان... المزيد
  • 05:07 . جيش الاحتلال يعلن مقتل زعيم المليشيات في غزة "ياسر أبو شباب" على يد مجهولين... المزيد
  • 11:35 . "المعاشات" تصفّر 8 خدمات رئيسية ضمن مبادرة تقليل البيروقراطية الحكومية... المزيد
  • 11:31 . "الأبيض" يخسر أمام الأردن 1–2 في افتتاح مشواره بكأس العرب... المزيد
  • 11:30 . سلطنة عُمان تنجح في إعادة طاقم سفينة "إتيرنيتي سي" من اليمن... المزيد

حادثة منى وتصفية الحسابات السياسية

الكـاتب : علي القاسمي
تاريخ الخبر: 27-09-2015


كشفت حادثة منى للسعوديين مزيداً من الأصوات الحاقدة والأقلام المأجورة المريضة، وللسعوديين أن يدققوا جلياً في أن حادثة واحدة تتوزع مسبباتها وتتداخل، كانت فرصة سانحة لتصفية الحسابات والتشفي وكيْل التهم والشتائم والتشكيك في الرصيد الضخم من الجهود والتفاعل الرفيع مع أرقام عائلة وجنسيات متنوعة تتجاوز 164 جنسية.

 

المزايدة على بلد يفعل المستحيل لخدمة الحرمين الشريفين- والقادمين إليهما من بقاع الأرض للحج أو للعمرة أو للزيارة - وراءها من النوايا المعتلة ما يكفي للتفريق جدياً بين صديق وعدو. صحيح أن السعودية لن تتمكن من إرضاء الكل وإقناعهم بأن جهوداً مضنية وصعاباً تذلل في الميادين المقدسة كافة طالما أن هناك من يأتي إلى أرض الحرمين وهو يفكر في الإساءة والأضرار والعبث واختبار قوة العضلات وأداء المناسك بما يخطط له المزاج، بعيداً من أي تنظيم على الأرض وبغض النظر عما تخلفه هذه السلوكيات الضاربة بكل شيء عرض الحائط، وكيف يوثق في الأساس برأي من يتحدث عن سلامة الحجاج وكفاءة السعودية في التعامل مع الحج وقد تجرأ على محاولة إدخال المتفجرات إلى الأمكنة ذاتها في موسم حج ماضٍ، ويأتي بكل وقاحة مطالباً بمعدل سلامة عالٍ ويعترض على الأداء السعودي في منى، فيما هو رائد الاتكاء على وسادة تصفية الحسابات السياسية من بوابة المناسبات الدينية.

 

كم من محتقن وكاره وذي نوايا سوداء استبق النتائج واتضاح الحقائق فبادر بهجوم ينفث من خلاله السموم ويتباهى فيه بقدرته على تحليل العَصِي من الأحداث وتفكيك اللحظات الطارئة المفاجئة وتقديمها في الوعاء الذي يتفق مع همجية الهجوم وسوء النوايا؟! من يرقص على الجراح ويفرح بالمصائب وحوادث الأيام لا يوثق فيه أبداً، وتُقرأ بسهولة نواياه وأفكاره وتهديداته، في ظل الإيمان التام بأن رغباته وأمنياته وأحلامه لن تخرج من إطارات تحقيق الفوضى والفتن، وقد تكون المهمة المقبلة لكل الأقطار المسلمة هي تغذية الوعي الديني والأخلاقي وتعرية المآرب السياسية والدينية تلك التي إن اجتمعت فهي قادرة على نسف النجاحات وتصيد العثرات وتأدية دور الذباب بالضبط.

 

لن تتوانى السعودية قطعاً في معالجة أسباب حادثة منى مهما كلفت، فهي لم تتوانَ في بذل الغالي والنفيس، لخدمة ضيوف الرحمن، وهذا يستنزف منها موازنات عالية وجهوداً أعلى، وهي مدركة تماماً حجم التحدي، وإلا ما كانت نسبة نجاح الحج تبلغ درجة الكمال طوال سنوات طويلة ماضية، وفي الوقت ذاته فهي معتادة على سماع الأصوات النشاز ومستغلي آلام المسلمين قبل آلامها وهواة اللعب على المشاعر ودفع أي موقف أو حدث من مساحات التقويم العقلاني إلى مساحات الإشاعات والتخاذل والتهاون والتقصير.

 

لن تقبل السعودية بالخطأ مطلقاً، ولكنها لا تستحق أن تقابل مجهوداتها بالنكران والتهميش، من أجل حادثة قد يعجز عن منعها مئات الأفراد والخطط. وما حدث في منى أمر يربك أي مشهد تنظيمي في العالم ويضع الجهود الميدانية في حال تحد كاملة، لكنه درس بالغ الأهمية على مختلف الأصعدة وحدث كافٍ لمعالجة أي خطأ، ولو كان يسيراً أو مهملاً لنسبة التوقع المقتربة من الصفر لمربع ما.

 

السعودية معتادة على الافتراءات والتجني وسيل الاتهامات، لكن ملفات تحقيقها في الحادثة لن تخرج عن الحياد والتجرد والاستفادة القصوى من كل حرف تنتهي منه وإليه هذه التحقيقات.