تناولت صحيفة الواشنطن بوست في تقرير لمراسلها من بغداد، صراع النفوذ في العراق بين كل من أمريكا وإيران، والذي بدأ يتجسد في محاولة دعم كل طرف لمن يعتقد أنه يمكن من خلاله توسيع النفوذ خلال المرحلة المقبلة.
فبينما تدعم إيران وبشكل علني وواضح المليشيات الشيعية التي تقاتل إلى جانب الجيش العراقي، فإن الولايات المتحدة تسعى لدعم الجيش ليكون وحده القادر على التصدي لتنظيم "الدولة".
وتشير إلى أن القوات العراقية والمليشيات المساندة لها بدأت عمليات ضد مقاتلي التنظيم في صحراء الرمادي غربي العراق، تمهيداً لاقتحام مركز محافظة الأنبار، إلا أن الأعلام الصفراء والخضراء التي تعتلي البيوت والجدران والعربات العسكرية تشير بوضوح إلى أن كتائب حزب الله، المليشيا الشيعية العراقية التي صنفتها أمريكا على أنها منظمة إرهابية، هي من تقود المعارك.
وتتابع الواشنطن بوست، أن حليفي العراق الرئيسيين، إيران والولايات المتحدة الأمريكية، يتنافسان للتأثير على طبيعة المعركة الجارية في العراق ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، فبينما تحصل المليشيات الشيعية على دعم كبير ومتواصل من إيران، تسعى الولايات المتحدة إلى تعزيز الجيش العراقي وقوته.
وعلى الرغم من أن اللواء قاسم المحمدي، رئيس قيادة عمليات الأنبار، قال: إن المليشيات والجيش يقاتلون جنباً إلى جنب، فإن ما يجري خارج قاعدة الحبانية حيث يجري تجميع القوات العراقية والمليشيات هناك، يؤكد أن الفاعل على الأرض هي مليشيات حزب الله حيث ترفع الأعلام الصفراء في كل مكان.
وتؤكد الصحيفة أنه ورغم ما يقوله الجيش العراقي وقادته بأنهم يقودون العمليات العسكرية ضد مقاتلي تنظيم "الدولة"، فإن المليشيات تدعي أنها تقاتل التنظيم، حيث تنقل الصحيفة عن زيد علي السوداني، القيادي في كتائب حزب الله قوله: إنه يتمنى أن يكون الجيش العراقي بقدر مستوى الحشد الشعبي، وأن يقدم الدعم الكافي والمساندة لنا، مشيراً إلى أن الجيش أضعف بكثير من المليشيات والحشد الشعبي.
يمتلك حزب الله ترسانة من الأسلحة الثقيلة من بينها صواريخ وصواريخ أرض جو بالإضافة إلى معدات ثقيلة مختلفة ومدرعات، حيث تقوم هذه المليشيات بدوريات في المنطقة القريبة من بحيرة الحبانية حيث القاعدة العسكرية هناك.
ويضيف أن كتائب حزب الله تمتلك صواريخ غراد وكاتيوشا وأنظمة إطلاق صواريخ.
وتنقل الصحيفة عن كينيث بولاك، خبير شؤون الشرق الأوسط في معهد بروكينغز، أن المليشيات تلعب دوراً في استعادة السيطرة على الرمادي الأمر الذي سيعزز من نفوذ طهران في بغداد على حساب واشنطن.
فالح العيساوي، نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار، قال: إن هناك شعوراً بخيبة الأمل من الولايات المتحدة من جراء سقوط الرمادي بيد المسلحين، مبيناً أنه "لم يكن هناك أمامنا سوى خيارين لا ثالث لهما، إما أمريكا أو إيران، وهي غير مرغوب بها في الأنبار السنية، نحن اخترنا أمريكا، ولكن للأسف يبدو أننا كنا مخطئين".
