أحدث الأخبار
  • 01:26 . "التوطين": أكثر من 12 ألف بلاغ عمالي سري خلال تسعة أشهر... المزيد
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد
  • 06:39 . معركة النفوذ في حضرموت.. سباق محتدم بين أبوظبي والرياض... المزيد
  • 06:22 . روائية أمريكية بارزة تقاطع "مهرجان طيران الإمارات للآداب" بسبب الحرب في السودان... المزيد
  • 05:07 . جيش الاحتلال يعلن مقتل زعيم المليشيات في غزة "ياسر أبو شباب" على يد مجهولين... المزيد
  • 11:35 . "المعاشات" تصفّر 8 خدمات رئيسية ضمن مبادرة تقليل البيروقراطية الحكومية... المزيد
  • 11:31 . "الأبيض" يخسر أمام الأردن 1–2 في افتتاح مشواره بكأس العرب... المزيد
  • 11:30 . سلطنة عُمان تنجح في إعادة طاقم سفينة "إتيرنيتي سي" من اليمن... المزيد
  • 10:12 . الإمارات تعلن تخصيص 15 مليون دولار للاستجابة للأزمة في السودان... المزيد

الكتابة في زمن ملتبس

الكـاتب : أحمد عبد الملك
تاريخ الخبر: 12-03-2015

يحارُ الكاتب العربي، في خضم الأمواج السياسية العاتية، في تحديد ما هو الصواب الذي يجب أن يكتب فيه، وما هو «الخطأ» الذي يجب أن يتجنّبه، حتى لا يُصادر قلمه، كما تُصادر حريته وكرامته! فالمواقف السياسية متبدلة، والمزاج السياسي متقلب، والتفسيرات السياسية غير ثابتة، وما هو محظور اليوم قد لا يكون كذلك غداً، وما يمكن أن يقرّب الكاتب من مائدة «الحظوة» اليوم قد يأخذه إلى غياهب السجن غداً!

وفي ظل غياب الضمانات والدساتير الحافظة لحقوق الكاتب، فإنه قد يسقط في لحظة غضب أو ساعة تشنج، فيظل طوال حياته في قائمة «المنبوذين»!

إن عالم السياسة عالم شرس، لا يعترف بغير سلطته وتحولاته ومصالحه. وفي عالم السياسة العربي أنت مُلزم بأن تكون مع أو ضد. فإن لم تدافع دفاعاً أعمى عن قضية، فأنت خائن وعميل وجبان، وإن دافعت عنها تسقط من حسابات العقلاء.

الزمن الملتبس في العالم العربي «يُفرِّخ» كُتاباً ملتبسين، يغيرون جلودهم بين لحظة وأخرى. لذلك قد لا نتعجب إن زادت طوابير الصامتين في العالم العربي، لأن «التهم الجاهزة» حاضرة في عقول بعض الجهات، ولا أسهل من أن يُطعن كاتب ملتزم في ضميره ودينه ووطنيته ونزاهته.

القابعون في الظلام لا يمكن أن يتصالحوا مع المنتشرين في فضاءات الله الواسعة، والذين يرون بعيون جديدة ما يحدث في العالم، ويحاولون تفسير الظواهر والتوجهات على أكثر من صعيد!

البشرية في صراع بين النور والظلام، بين الحق والباطل، بين المهنية والفوضى. وإذا ما تغلب الظلام على النور، والباطل على الحق، والفوضى على المهنية، فلن يمارس الناس حقوقهم كبشر أولا وكمهنيين ثايناً. إن مخالفة بحور الشعر المعروفة يُعتبر من الفوضى الثقافية، ومخالفة أسس العمل التلفزيوني والإذاعي يعتبر من الفوضى الإعلامية، وإغلاق نوافذ التعليم على «العصر العباسي» شكل من الفوضى التعليمية. في عصر كهذا يصبح «القوي» هو المسيطر، والقادر على إحقاق الباطل، ودحض الحق، ودعم اللامهنية.

إن الانبهار بتكنولوجيا المعلومات ومخرجاتها لا ينبغي أن يُشغلنا عن الثوابت والأسس، مهنية أم فكرية، لأنه يجعل الطريق نحو الفوضى سالكاً، خصوصاً بوجود أنصاف إعلاميين وأنصاف مثقفين وأنصاف إداريين! كما أن من شأنه اختصار الطريق على الكثيرين ممن يعملون في مجال الإبداع، دونما أن يتمكنوا من أدواته أو يتأسسوا تأسيساً قوياً يؤهلهم للعطاء والإبداع.

قد نجد لدى فئة كبيرة من أبناء الجيل الجديد معرفة بالتكنولوجيا واللغة الأجنبية، لكن أغلبهم لا يتقن لغته العربية الأم، ولا يقرأ، وليس لديه ثقافة عامة. لقد جعلته التكنولوجيا جيلاً استهلاكياً قلقاً ومتسرعاً، مما أبعده عن مجال الإبداع، وقضى على روح التأمل والخيال لديه، لأنه يجد كل شيء حاضراً عبر الإنترنت.

لقد قامت نهضة أوروبا عندما تحرر العقل، وظهرت الفنون والآداب التي ساهمت في تنوير العقل، عندما سُمح للفلاسفة والعلماء والأدباء بتناول قضايا المجتمع، وإعمال العقل، والتجوال في ملكوت الخالق دون خوف. وهذا ما أشعل الخيال وولد الإبداع بجميع صوره الإدارية والصناعية والعلمية والفكرية والأدبية والفنية. إن ظهور «الهايكو» الياباني حقق للقصيدة اليابانية أبعاداً جديدة تتعلق بجمال الكون، وتقاطعات الزمني واللازمني ومعنى الحياة البشرية والميل إلى تكثيف الذات كي تصبح قريبة من اللاشيء. ولقد اقترب الشاعر الأميركي «والت وايتمان» باتجاهه نحو تبسيط الشعر، فيما عُرف بالشعر الإيكولوجي. وكذلك ما فعله فليسوف ومبدع الهند «رابندرانات طاغور»، لاعتقاده بأن الحياة هي هبة الحب العظمى التي منحها الله. ونفس الشيء لدى الشاعر الألماني «جوته»، أكبر شعراء أوروبا الإيكولوجيين، إذ كان يعتقد بأن العالم «ما كان ليستمر طويلا لو أنه لم يكن بسيطاً».

ولنا أن نقيس ذلك على مخرجات الإبداع كلها، والتي ازدهرت في مناخات الحرية فقط، لنقول إن العرب يعيشون عصراً يبعد عن الحرية بستة قرون، لذلك فهم لا يبدعون.