يوم من الماضي، لكن تمثيله للحاضر والمستقبل مثالي، وإذا كانت الأيام الوطنية في كل البلاد تنبئ عن ذاكرة الأمس فإن اليوم الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة ينبئ، بإعجاز لافت، عن ذاكرة الغد والمستقبل . لقد ارتبط هذا اليوم دوماً بالإنجاز، وعندما قررت قيادة الإمارات مواجهة جملة من التحديات والاستحقاقات في المعرفة والاقتصاد والتنمية وصولاً إلى العام ،2021 ووصولاً إلى أن تكون حكومة الإمارات واحدة من أفضل خمس حكومات في العالم، كان الانطلاق من ذاكرة الثاني من ديسمبر/ كانون الأول .
بعد سبع سنين يحتفل شعب الإمارات بمرور خمسين عاماً على تأسيس الدولة وانطلاق الاتحاد، وغداً يحتفل شعب الإمارات باليوم الوطني الثالث والأربعين، والاحتفال إنما بالعمل أكثر من أي شيء آخر، فها هو صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، يوجه بتخصيص العام المقبل 2015 عاماً للابتكار، حيث الدلالة تشير إلى منجز من سماته الريادة، وإلى خطط مستقبلية جناحاها العزم والأمل، والإمارات التي تعودت المراكز الأولى، والتي، في أفق ذلك، تكرم، اليوم، نخبة من أوائلها، تتبنى أجندة وطنية متفوقة يشرف على تنفيذها مباشرة قائد متفوق هو صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، حيث ذاكرة التنمية في الإمارات بعض ذاكرة الثاني من ديسمبر، وحيث البوصلة، كعادتها، تشير إلى جهة المواسم والمواعيد .
تمتلك ذاكرة الثاني من ديسمبر، ومن داخلها، أسباب حياة نابضة بالحياة، وليس من قبيل المصادفة، مثلاً، اقتران مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة بها، وفي الأرقام المعلنة أمس تأسيس مستمر لذاكرة الغد، وليست مصادفة انطلاق أجمل وأفضل القرارات، على مدى الأيام والعقود، منذ القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والرجال الذين كانوا معه، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم وإخوانه رحمهم الله، إلى أركان القيادة الحالية، من ذاكرة اليوم الوطني نفسها، ففي كل يوم وطني تقوى المؤسسات الاتحادية أكثر وتتعزز مكتسباتها، وتتوطد، أكثر وأبعد، العلاقة بين القيادة والشعب، سواء عبر ممارسة التقاليد الإماراتية المتوارثة بين الحاكم والمحكوم، أو من خلال مسار المشاركة السياسية والمتدرج .
وفي كل يوم وطني، يتأكد، أصدق وأعمق، مدى التناغم والاتساق بين السياسة الداخلية والسياسة الخارجية للإمارات، حيث الحرص على التضامن ورأب الصدع، وحيث التوازن عنوان، وحيث التسامح والاعتدال والوسطية والانفتاح والإيمان بالحرية والمسؤولية وتغليب مصلحة شعب الإمارات ومصالح الشعوب الشقيقة والصديقة على ما عداها عناوين مضيئة وساطعة .
وفي كل يوم وطني جديد، والمناسبة دائماً للفرح والاعتداد وقراءة التجربة، يتأكد شعب الإمارات أنه في وطن جديد، متجدد، والمعنى أن الإمارات، وهي الأصيلة يقيناً، هي اليوم غيرها بالأمس، وهي في الغد غيرها اليوم . إمارات اليوم الوطني غداً غير إمارات اليوم الوطني في العام الماضي أو العام المقبل . نعم هذا هو القصد، ولا مبالغة .
حمى الله دولة الإمارات، وأدام عليها نعم الرفاه والعدل والأمن والاستقرار، وحفظ رئيسها وقائدها الفذ خليفة بن زايد، وأطال عمره أعواماً مديدة في موفور الصحة والعافية .