أعلنت واشنطن، مساء الإثنين، أن حاملة الطائرات “يو إس إس هاري ترومان” تواصل ضرباتها الجوية ضد مواقع جماعة الحوثي في اليمن، وذلك بعد إعلان الجماعة هجومها على حاملتي طائرات أمريكيتين في البحر الأحمر.

جاء ذلك وفق بيان للقيادة المركزية الأمريكية “سنتكوم”، عقب إعلان قناة “المسيرة” التابعة للحوثيين عن استهداف الولايات المتحدة بغارتين مديرية مجزر بمحافظة مأرب (وسط)، وبـ25 غارة مديرية التحيتا بمحافظة الحديدة (غرب)، منذ صباح الإثنين.

وقالت “سنتكوم”: “تواصل حاملة الطائرات الأمريكية هاري إس ترومان (CVN – 75) ضرباتها الجوية على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع ضد مواقع الحوثيين المدعومين من إيران”، دون مزيد من التفاصيل.

وفي وقت سابق الإثنين، أعلنت جماعة الحوثي أنها هاجمت بثماني طائرات مسيّرة وخمسة صواريخ، هدفين إسرائيليين بمدينتي عسقلان وإيلات، وحاملتي الطائرات الأمريكيتين “ترومان” و”فينسون” في البحر الأحمر.

في السياق، عبر المتحدث باسم الأمم المتحدة يوم الإثنين عن قلقه البالغ إزاء الضربات الجوية الأمريكية على ميناء رأس عيسى النفطي في اليمن، حيث كان من بين الضحايا خمسة من عمال الإغاثة من بين المئات من القتلى والجرحى.

وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إنه يشعر بالقلق أيضا من هجمات الحوثيين على "إسرائيل" وعمليات الشحن في البحر الأحمر.

وأضاف دوجاريك خلال إحاطة إعلامية دورية: “نلاحظ بقلق مستمر الضربات الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة على المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن خلال يومي الخميس والجمعة في وحول ميناء رأس عيسى”.

وقال: “يقول زملاؤنا في المجال الإنساني إن خمسة من عمال الإغاثة تأكد إصابتهم في تلك الضربات على ميناء رأس عيسى”.

وأشار إلى أن التقارير الأولية سجلت أكثر من 230 إصابة، بما في ذلك 80 شخصا قتلوا. كما تردد أنه تم إخماد الحريق في الميناء فقط صباح يوم الإثنين، رغم أنه لا يزال هناك قلق بالغ بشأن التقارير التي تتحدث عن تسرب الوقود إلى البحر الأحمر.

وقال دوجاريك: “نظل أيضا قلقين للغاية بشأن الهجمات المستمرة بالصواريخ والطائرات المسيرة التي ينفذها الحوثيون ضد إسرائيل وفي البحر الأحمر، وندعو الحوثيين إلى وقف هذه الهجمات فورا”.

وأضاف: “نكرر أيضا الدعوة إلى أقصى درجات ضبط النفس ووقف جميع الأنشطة العسكرية في وحول اليمن”.

وأوضح المتحدث أن أي تصعيد إضافي ربما يزيد من زعزعة استقرار اليمن والمنطقة “ليشكل أخطارا محدقة بوضع إنساني يزداد سوءا”.

ومنذ 15 مارس وحتى الأحد، رُصدت مئات الغارات الأمريكية على اليمن، ما أدى إلى استشهاد 217 مدنيا وإصابة 436 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، حسب بيانات حوثية رسمية لا تشمل الضحايا من القوات التابعة للجماعة.

وتأتي الغارات بعد أوامر أصدرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لجيش بلاده بشنّ “هجوم كبير” ضد جماعة الحوثي، قبل أن يهدد بـ”القضاء عليها تماما”.

غير أن الجماعة تجاهلت تهديد ترامب، واستأنفت قصف مواقع داخل "إسرائيل" وسفن في البحر الأحمر متوجهة إليها، ردا على استئناف تل أبيب منذ 18 مارس الماضي حرب الإبادة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.

وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 168 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.