أحدث الأخبار
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد
  • 06:39 . معركة النفوذ في حضرموت.. سباق محتدم بين أبوظبي والرياض... المزيد
  • 06:22 . روائية أمريكية بارزة تقاطع "مهرجان طيران الإمارات للآداب" بسبب الحرب في السودان... المزيد
  • 05:07 . جيش الاحتلال يعلن مقتل زعيم المليشيات في غزة "ياسر أبو شباب" على يد مجهولين... المزيد
  • 11:35 . "المعاشات" تصفّر 8 خدمات رئيسية ضمن مبادرة تقليل البيروقراطية الحكومية... المزيد
  • 11:31 . "الأبيض" يخسر أمام الأردن 1–2 في افتتاح مشواره بكأس العرب... المزيد
  • 11:30 . سلطنة عُمان تنجح في إعادة طاقم سفينة "إتيرنيتي سي" من اليمن... المزيد
  • 10:12 . الإمارات تعلن تخصيص 15 مليون دولار للاستجابة للأزمة في السودان... المزيد
  • 06:56 . العفو الدولية تحث على منع أبوظبي من تسليح الدعم السريع... المزيد
  • 06:07 . اليمن.. قوات موالية لأبوظبي تسيطر على عاصمة وادي حضرموت ووفد سعودي يصل لاحتواء التوتر... المزيد
  • 11:58 . مفتي عُمان: العدوان على غزة يتصاعد رغم الاتفاق وندعو لتحرك دولي عاجل... المزيد

بلفور وإسرائيل والنفط والأحساء

الكـاتب : عبد الرحمن الراشد
تاريخ الخبر: 30-11--0001

عبد الرحمن الراشد

التاريخ يصنعه الأفراد. هكذا ولدت إسرائيل، بوعد من آرثر بلفور، وزير الخارجية البريطاني على أرض فلسطين، والتي كان يمكن أن تكون في أي مكان آخر. كان هناك أكثر من خيار لإقامة بلد لليهود في العالم، أبرزها في مكان ما من القارات الجديدة. فكروا في أميركا الجنوبية، وتحديدا الأرجنتين التي يوجد فيها ربع مليون يهودي. وكان الاقتراح الآخر في أستراليا. وناقش البريطانيون أيضا منح أوغندا، إحدى مستعمراتهم الأفريقية. الجديد في القصة القديمة أن إحدى مناطق السعودية كانت أيضا محل نقاش لإرسال اليهود للاستيطان فيها وإقامة دولة إسرائيل. فقد فاجأتنا المكتبة البريطانية أن من بين وثائقها، خطابا من السفير البريطاني في باريس أرسله إلى بلفور نفسه، الذي كان يفتش على خريطة العالم عن مكان لليهود. في الخطاب اقتراح من روسي يهودي للاستيلاء على الأحساء، عبر البحرين المجاورة. لكن، في نفس السنة 1917، حسم بلفور أمره، واختار فلسطين لتكون أرض الميعاد، مستبقا قرار الرب، بإقامة دولة الميعاد، أرض اللبن والعسل! حظ الفلسطينيين السيئ، هو حظ السعد للسعوديين لأن بلفور رفض الاقتراح. لم يرفض الأحساء السعودية فقط لأسباب تاريخية ودينية، بل أيضا لأنها كانت أرضا فقيرة، ليس بها مقومات الدولة الحديثة. كل شبه الجزيرة العربية كانت أرضا طاردة، اضطرت أهلها للهجرات على مدى قرون، بسبب القحط والجدب والمجاعات. ربما لو علم الوزير البريطاني أن تحت ترابها أغنى ثروة نفط في العالم كان غير اتجاه الهجرة، وتغير التاريخ تماما. عندما رفض بلفور خيار الأحساء دولة لليهود، كان الملك عبد العزيز قد أمضى 15 سنة يحارب بسيفه وعلى حصانه في أنحاء شبه الجزيرة يريد إحياء مملكة أجداده، المملكة العربية السعودية. ولحسن حظه لم يجر اكتشاف البترول في محافظة الأحساء السعودية إلا بعد 11 عاما من رفض بلفور إهداءها لليهود! فقد كان بلفور يبحث عن أرض خضراء، الأرجنتين وأستراليا وأوغندا، وفلسطي المتوسطية أرض الزيتون. من ذا الذي يرييد الأحساء، أو أي مكان في شبه الجزيرة العربية، التي كان أهلها يعيشون على تربية الأغنام والإبل، وقليل من الزراعة؟ ولم يكن اهتمام الإنجليز بشبه الجزيرة إلا بمنع قوات الملك عبد العزيز، من الوصول إلى مياه الخليج لتأمين سلامة سفنهم، وسد الطريق أمام قوات السعوديين حتى لا تعبر إلى العراق، الذي كان تحت سيطرتهم. لا أحد كان يبالي بما يدور في تلك الصحارى الفقيرة، ربما إلا الكابتن البريطاني، وليام هنري شكسبير، الذي حاول إقناع رئيسه بيرسي كوكس، بأهمية شبه الجزيرة العربية. وبيرسي هو الرجل الذي صمم خريطة العراق كما هي اليوم، لم يكن مقتنعا بأهمية صحراء شبه الجزيرة، وهكذا نجت السعودية من تقسيمها بحد السكين البريطانية، وما تلاه من مآسٍ. فالفلسطينيون لا يزالون يدفعون ثمن ذلك الوعد؛ أكثر من أربعة ملايين فلسطيني مشردون في أنحاء العالم، والملايين الآخرون محاصرون على أرضهم، واليهود أنفسهم متورطون في دولة مستقبلها مليء بالنزاعات مع جيرانهم.