أحدث الأخبار
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد
  • 06:39 . معركة النفوذ في حضرموت.. سباق محتدم بين أبوظبي والرياض... المزيد
  • 06:22 . روائية أمريكية بارزة تقاطع "مهرجان طيران الإمارات للآداب" بسبب الحرب في السودان... المزيد
  • 05:07 . جيش الاحتلال يعلن مقتل زعيم المليشيات في غزة "ياسر أبو شباب" على يد مجهولين... المزيد
  • 11:35 . "المعاشات" تصفّر 8 خدمات رئيسية ضمن مبادرة تقليل البيروقراطية الحكومية... المزيد
  • 11:31 . "الأبيض" يخسر أمام الأردن 1–2 في افتتاح مشواره بكأس العرب... المزيد
  • 11:30 . سلطنة عُمان تنجح في إعادة طاقم سفينة "إتيرنيتي سي" من اليمن... المزيد
  • 10:12 . الإمارات تعلن تخصيص 15 مليون دولار للاستجابة للأزمة في السودان... المزيد
  • 06:56 . العفو الدولية تحث على منع أبوظبي من تسليح الدعم السريع... المزيد

إنه الجوع للتواصل !

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 10-10-2014


الجوع هو ما يدفع الإنسان عبر تاريخه الطويل إلى الفعل، كل الأفعال التي صدرت عن الإنسان كان مردها الجوع، الجوع للطعام دفعه لمراكمة تاريخ طويل من ثقافة الصيد، والطعام، والزراعة، والحروب، والعلوم، والاختراعات، والحب والزواج والكلام والخ، فكلما أشبع الإنسان جوعا لاح له آخر، وربما من هنا ظهر العديد من النصوص الدينية والأدبيات التي تعمق فكرة الجوع هذه في معناها الواسع الممتد الذي لا يتعلق بالطعام فقط ولكن بكل شيء!

اليوم وقد توافر للإنسان كل سبل الراحة والرفاهية، وسد جوعه للحرية والتعبير وتحقيق الذات وغير ذلك يجد أن حاجته للتواصل مع الآخرين بدأت تتبلور كجوع جديد يلح عليه بشكل اصبح يتطور ويبرز على سطح الحياة الإنسانية المعاصرة بأشكال مختلفة، وقد تثير بعض هذه الأشكال جدالات ومشاكل أحيانا، فمثلا إذا تأملنا هذا الإفراط في التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا الإدمان في استخدام الهواتف وتطبيقات المحادثة مثلا، نجد أن بعضنا مستعد أن يقضي يومه متحدثا في هذا الفضاء الافتراضي مع شخوص افتراضيين، افترض معظمهم أنهم أصدقاء وأنهم أحباب وأنهم أكثر من ذلك، وقد يبدو الأمر مقبولا للذين يعرفون بعضا قبلا، أما الذين لم يسبق لهم التعارف أو التلاقي فتبدو مسألة الصداقة والأحاديث الممتدة أمرا مثيرا ودافعا للتأمل وللتفكير من دون أن يكون في ذلك أي إشارة للرفض أو الاستنكار بطبيعة الحال !

قديما توصل عالم الاجتماع العربي (ابن خلدون) إلى أن الإنسان كائن اجتماعي بالفطرة، وتلك حقيقة لا تحتاج إلى طول جدال لإثباتها، حتى إن واحدة من تجليات استغلال هذه الطبيعة الفطرية تبدو فيما يعرف بالعقوبة المشددة في السجون والمعتقلات وذلك بوضع الإنسان في زنزانة أو سجن انفرادي، فالبقاء وحيدا، وفي السجن تحديدا يبدو عقوبة لا تطاق، ومن هنا يبدو التواصل اليوم نوعا من رفض الوحدة الاختيارية التي فرضتها طبيعة وظروف الحياة الحديثة على الناس، وهو نوع من كسر العزلة أو الزنزانة الحيواتية الانفرادية، اليوم اكتشف الإنسان نكاية بهذه الوحدة وبالذين فرضوها عليه طريقة سهلة، بسيطة وغير مكلفة ليظل متواصلا مع الخارج، مع الآخر، مع العالم البعيد، مع الثقافات الأخرى، مع الجنس الآخر، مع النهار إذا كان وقته ليلا، ومع الحضارة إذا كان يقبع في عمق التخلف، مع المتغير والأفضل والمتنفس.

من خلال الشبكة العالمية للتواصل، من خلال مواقع التواصل بكل تطبيقاتها الخرافية، ومن خلال المحادثات الهاتفية بالصوت والصورة ومجانا رغم كل محاولات الحظر الرأسمالية التي تفرضها شركات الاتصال المعتمدة والرائدة !

اعتقد بأننا جميعا في خضم هذه الحياة القاسية، ونحن نعاني الكثير من الضغوطات، الإحباطات، الفشل في علاقاتنا العاطفية وزيجاتنا الجديدة، تخلي الأصدقاء، ضيق ذات اليد أحيانا، توحش السوق ونظام الاستهلاك، كثرة المطالب والأعباء في البيت والعمل وتحديدا المرأة، في وسط كل هذا تتحول الرغبة في الفضفضة والكلام إلى جوع حقيقي يحتاج إلى إشباع، ولذا فإن كل الدراسات التي يحفل بها حقل الإعلام وعلوم الاتصال يغفل هذا الجانب النفسي الإنساني ويركز على الرسالة الإعلامية والمرسل والمتلقي والعوامل المؤثرة و

بينما الجوع يعتبر سببا رئيسيا في انتعاش سوق الاتصالات والهواتف ومواقع التواصل، فهو جوع مبرر ومشروع وطبيعي.

الإنسان كائن اجتماعي لا يحب العزلة، حتى الغارقون فيها لا يحبونها لكنهم يخافون ويتجنبون الخيبات لا أكثر كما يقول الروائي الياباني هاروكي موراكامي !